العدد 66 - احتباس حراري
 

مليون و 511 ألف و 429 ، شجرة مزروعة، هو الرقم الذي وصلت إليه حملة المليار شجرة، التي انطلقت في الأول من نيسان/ أبريل 2008 ، بهدف إعادة الحياة إلى غابات الأطلسي في البرازيل.

الحملة أطلقتها منظمة (The Nature Conservancy)، وهي جماعة ناشطة بيئيا، تأسست العام 1951 ، تضم أكثر من مليون عضو، وتعمل في الولايات المتحدة، إضافة إلى ثلاثين دولة في العالم. غابات البرازيل التي توصف بأنها «رئة الأرض »، هي الآن على حافة الدمار الكامل، وليس هناك غابة من الغابات المدارية في العالم وصلت إلى ما وصلت إليه من دمار، فهذه الغابات التي كانت مساحتها في الماضي 691 ألف كيلومتر مربع تقريبا، تقلصت الآن لتصبح 106 آلاف كيلومتر مربع تقريبا، وباستثناء بعض الدمار الذي حدث في القرنين السادس والسابع عشر، فإن العلماء يجمعون على أن معظم الدمار الحاصل حاليا هو نتاج التطور السريع للبرازيل خلال القرن الأخير. واليوم فإن أكثر من 93 في المئة من هذه الغابات قد قُضي عليه، كما أن 7 في المئة فقط منها ظل محفوظا في حالة ممتازة، وهي مجرد مناطق متفرقة ومعزولة.

التنوع البيولوجي مهدد بصورة خطيرة في هذه الغابات التي أحصى العلماء فيها أكثر من 458 نوع شجرة، وكانت في وقت سابق موطن 2000 نوع من الثدييات والفقاريات والبرمائيات والزواحف والطيور والأسماك، ويعيش فيها الآن 60 في المئة من الحيوانات المهددة بالانقراض في البرازيل.

غابات الأطلسي التي لا تتعدى نسبة المحمي منها بصورة قانونية أكثر من 2 في المئة، صارت اليوم موطن 11 مدينة، و 130مليون شخص من سكان البرازيل، فضلاً عن أن 80 في المئة من ناتج المحاصيل المحلي يُنتج فيها، وما زالت مساحات منها تُزال لصالح مزارع فول الصويا وقصب السكر والماشية، إضافة إلى أعمال قطع الأشجار بصورة غير مشروعة. المنطقة التي كانت تعتمد، بشكل أساسي، على هذه الغابات لتوفير مياه نظيفة، تعاني في السنين الأخيرة من أزمة مياه حادة، ذلك أن نقص المياه وتلوثها صار من الحقائق الحياتية لسكان المدن الكبرى، مثل سان باولو. إزالة الغابات في البرازيل وغيرها من أنحاء العالم، مسؤولة عن 25 في المئة من الانبعاثات السامة، وهي نسبة مساوية للتلوث الذي يتسبب فيه قطاع النقل في العالم، ومن الثابت علميا مسؤولية هذه الانبعاثات عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية. كمثال على هذا الخطر، فإن قطع شجرة متوسطة الحجم وحرقها، يمكن أن يطلق في الجو حوالي طن متري من الغازات السامة، وهذا يساوي القيادة لمسافة 1750 كيلومتراً تقريباً في سيارة دفع رباعي. هذه الأخطار دفعت هذه الجماعة لإطلاق حملتها على موقعها الإلكتروني www.plantabillion.org ، وفيه تطلب التبرع بدولار للشجرة الواحدة، حيث تهدف الحملة وبالتنسيق مع جهات حكومية وغير حكومية إلى زراعة مليار شجرة بحلول العام 2015 ، في مساحة مليونين ونصف المليون هكتار.

حملة لزراعة مليار شجرة
 
05-Mar-2009
 
العدد 66