العدد 66 - احتباس حراري
 

"البحر الميت في خطر".

هذا ما يورده تقرير منشور على موقع منظمة أصدقاء الأرض - فرع الشرق الأوسط (FoEME)، التابعة لمنظمة أصدقاء الأرض العالمية، وهي منظمة بيئية تعمل في مختلف أنحاء العالم، وتضم ما يقارب المليوني عضو ناشط. التقرير يقرع جرس الإنذار، فالبحر الميت المعروف بخصوصيته التاريخية والجغرافية والبيولوجية، ويعدّ أخفض بقعة في العالم، وأكثرها ملوحة، يتعرض إلى عملية تدمير بسبب عمليات التطوير التي تقوم بها الدولتان المحيطتان به، وتتركز أساسا في بناء الفنادق، واستخراج المعادن من مياهه وتصنيعها، وهي عمليات يذكر التقرير إنها لا تفتقر فقط إلى مراعاة المبادئ الإيكولوجية الأساسية في المنطقة، بل تفتقر أيضا إلى التنسيق الحقيقي بين قطاعاتها المختلفة، وبين الجهات الحكومية المعنية. جفافُ البحر، من الآثار المدمرة التي رصدها التقرير. وهو ناتج عن نقص الإمدادات من نهر الأردن، ومن روافد أخرى

من الأودية الجانبية. السبب الأساسي لهذا النقص هو بناء السدود واحتجاز مياه الأمطار، وهي مياه تذهب غالبيتها للاستهلاك المحلي في دول المنطقة، لكن كمية لا بأس بها تذهب لدعم زراعات غير فعّالة.

نتيجة لذلك، خسر البحر أكثر من ثلث مساحته، إضافة إلى أنه انخفض أكثر من 25 مترا، منذ بدأت عمليات التطوير في المنطقة في فترة مبكرة من القرن الماضي، وهو يواصل انخفاضه بمعدل متر واحد سنويا، ويُتوقع التقرير أن ينخفض الشاطئ من 411 مترا، ليصبح 430 مترا بحلول العام 2020 . هذا الانخفاض في مستوى مياه البحر، زاد من حدة الأزمة المائية في المنطقة، لأنه ساهم أيضا في خفض منسوب المياه

الجوفية في المنطقة المحيطة بالبحر. بناء الفنادق على طول شواطئ البحر الميت يشكل تهديدا بيئيا خطيرا، أو كما يقول التقرير: «تدمير البحر الميت، فقط لجعله منطقة جذابة للزوار ». إضافة إلى إنشاء الفنادق، هناك برك السباحة، ومراكز التسوق، ومرافق تقام لإيواء العاملين في

هذه المنشآت، وكلها ممارسات تشكل ضغطا كبيرا على الأرض والمياه في المنطقة. كما أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تذهب إلى البحر والمقدرة ب 15مليون متر مكعب، هي خطر آخر، بخاصة مع توقعات بازديادها لتصبح ما بين 35 و 50 مليون متر مكعب.

الأنشطة الصناعية في المنطقة، والمتعلقة باستخراج المعادن من المياه، إضافة إلى أشغال شركة البوتاس العربية التي تعمل في الطرف الجنوبي من البحر، من العوامل المؤثرة في استقرار المنطقة بيئيا. فالصناعة تشوه المناظر الطبيعية، إذ يتم حفر الأرض للتخلص من المعادن غير المرغوب فيها، كما أن النشاطات الصناعية تؤثر في نوعية الهواء، بسبب الغبار وانبعاث الغازات السامة الناتجة عن عمليات حرق زيت الوقود الثقيل.

البحر الميت منطقة وسط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهي منطقة معروفة بصفتها المكان الذي تستريح فيه ملايين الطيور المهاجرة في رحلتها السنوية بين أوروبا وإفريقيا، ورغم قلة الحياة في البحر الميت نفسه، إلا أن المنطقة حوله غنية بأنواع نادرة من الحيوانات والنباتات، بخاصة في الأراضي الرطبة المحيطة بالبحر، حيث تعيش كائنات متنوعة. هذا التنوع الحيوي مهدد بفعل الأنشطة البشرية، وهناك حيوانات تتعرض الآن لخطر الانقراض، مثل: الوعول، والفهود، ونوع نادر من الأرانب، ذلك أن النشاطات البشرية دمرت مصادر غذاء هذه الكائنات، وهددت أنماط التزاوج والهجرة لكثير منها.

الصناعة والسياحة تساهم في تدمير البحر الميت
 
05-Mar-2009
 
العدد 66