عدي الريماوي

منذ أكثر من 70 عاماً، اعتمدت أجهزة التلفزيون على الشاشات التقليدية (الكاثود Cathod ray tube) تتكون «الكاثود » من أنبوبة مفرغة تحتوي على مدفع إلكتروني يعمل على إطلاق إلكترونات باتجاه شاشة فسفورية، وتعمل الإلكترونات عند سقوطها على ذرات الفسفور الملونة للشاشة، على إثارتها، مما يجعلها تعطي ضوءاً للتخلص من إثارتها. هذا الضوء المنبعث من تلك العناصر الضوئية (ذرات الفسفور) يكوّن الصورة. الصورة التي يتم الحصول عليها من هذه الشاشات، واضحة ومقبولة، لكن الحجم الكبير للشاشة يعطي عمقاً لجهاز التلفزيون، فيصبح الجهاز ثقيلاً، ويشغل حيزاً من المكان الذي يوجد فيه.

يقوم مبدأ عمل الشاشات جميعها على تقسيم الشاشة إلى مربعات صغيرة يسمى الواحد "بكسل" (pixel)، وهو عنصر الصورة. ويكون هناك ثلاثة «بكسلات » لكل من الألوان الأساسية، وهي: الأحمر (R) والأخضر(G) والأزرق (B)، موزعة على مساحة الشاشة، وعند اصطدام الإلكترونات بأي من هذه «البكسلات »، يظهر ضوء بلون «البكسل ،» وهذا ما يكوّن الصورة في شاشات «الكاثود».

أما شاشات البلازما التي بدأ العمل عليها منذ العام 1964 في جامعة إلينوي الأميركية، فتعمل بنظام مختلف. والبلازما غاز متأيّن، حيث يتم انتزاع الإلكترونات من ذرات الغاز، ويتم توليد الألوان الثلاثة في كل «بكسل » من خلال ضوء فلورسنت. وبوساطة التحكم ودرجة شدة كل ضوء ينتج اللون المطلوب، وهذا يحدث على كل «بكسلات » الشاشة، وعندها تتكون الصورة الكاملة، ويتم توليد ضوء الفلورسنت هذا من خلال غاز البلازما، الذي يعمل تحت ظروف خاصة، مثل أن يكون الغاز داخل مجال كهربائي كبير، يؤدي إلى انجذاب الإلكترونات إلى الطرف الموجب، والأيونات إلى الطرف السالب، فتصطدم الإلكترونات مع الأيونات، مما يؤدي إلى إثارة ذرات الغاز في البلازما وينتج عن هذه الإثارة، تحرر طاقة في صورة فوتونات ضوئية، كما هي الحال في المصابيح الضوئية. تتميز هذه الشاشة بأن وزنها خفيف، وبكونها مسطحة تماماً، وسمكها لا يزيد على 15 سم، مما يجعل تعليقها على الجدران ممكناً، ويوفر مدى رؤية كبيراً يصل إلى 160 درجة، وصورة واضحة وألوان زاهية، وهي لا تتأثر بالمجالات المغناطيسية حولها، وبالتالي يمكن تثبيت نظام سمعي عالي الجودة حولها.

تصنيع هذه الشاشات معقد، وهي ذات تكنولوجيا متقدمة، لكنها بدأت الانتشار بكثرة بالفترة الأخيرة، وينافسها بقوة نوع آخر من الشاشات هو LCD.