العدد 66 - اعلامي
 

جهاد عواد

أدت نتائج دراسة أجراها برنامج «تدعيم وسائل الإعلام في الأردن » المموّل من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي، إلى نشوب سجال بين مواقع إلكترونية، بعد أن أثارت نتائج دراسة سابقةالعام الماضي للهيئة ذاتها ردود فعل غاضبة بين يوميات. نتائج الدراسة هاجمها موقع «عمون » الإلكتروني بشدة، فيما لاقت ترحيباً حاراً من موقع «عمان نت ». الدراسة وضعت «عمون » في المرتبة الثانية من حيث التصفح بعد موقع «عمان نت »، وهذا ما أدى لردود فعل الموقعين.

موقع «عمون » شكّك بنتائج الدراسة، واعتبرها «غير دقيقة »، فيما استغربت إدارة «عمان نت » بلسان مديرها العام داوود كتاب الهجوم، ف «راديو البلد » المملوك من إدارة الموقع ذاته، احتل ترتيباً متدنياً في الدراسة، ولم يتم التشكيك فيها من جانبه، حسب قوله.

نتائج الدراسة لم تنل في اليوميات ما نالته العام الماضي من أصداء، إذ جاءت «الرأي » في المرتبة الأولى، مع تقدم ملحوظ ل «الغد » التي حلت في المرتبة الثانية، مقتربة من «الرأي ،» ولا تفصلهما سوى نقطة واحدة وستة أعشار. الدراسة نُفذت للسنة الثانية على التوالي حول وسائل الإعلام المطبوعة من صحف يومية وأسبوعية ومجلات دورية، وقد أشارت إلى ارتفاع نسب قراءة العديد من هذه المطبوعات وانتشارها في المملكة. لفتت الدراسة إلى أن صحفاً يومية حققت نسب ارتفاع تراوحت بين 55 في المئة إلى 80 في المئة مقارنة بالعام 2007 ، وعزت ذلك لعلاقة محتملة بين زيادة نسبة تصفح النسخة الإلكترونية للصحيفة الواحدة، وانخفاض نسبة الاشتراكات المنزلية للصحيفة ذاتها. شملت الدراسة، وفق القائمين عليها، 3600 مقابلة وجاهية لأشخاص بالغين في سن 15 سنة فما فوق، وأوضحت النتائج أن 20 في المئة من الأردنيين تصفحوا إحدى الصحف اليومية، بزيادة طفيفة قدرها 1.5 في المئة مقارنة بالسنة الماضية.

بلغت نسبة قراءة «الرأي 10.9 » في المئة محافظة على مركز الصدارة، ف «الغد » بنسبة 9.3 في المئة مجسرة بذلك الهوة بينها وبين صحيفة «الرأي »، ثم «الدستور » بنسبة 6.3 في المئة، ف «العرب اليوم » بنسبة 2.7 في المئة. بيد ان الدراسة أظهرت تضاعف نسبة قراءة «العرب اليوم » مقارنة بالعام 2007 ، كما سجلت كل من «الدستور » و «الغد » نسبة زيادة في عدد قرائها إلى أكثر من النصف تقريبا مقارنة بالعام 2007 . أما بما يتصل بالمواقع الإخبارية الأكثر تصفحاً حسب الدراسة، فقد جاءت على النحو التالي: عمان نت 2.6 في المئة، وكالة عمون الإخبارية 2.4 في المئة، وكالة سرايا 2.3 في المئة، رم 1.7 ، خبرني 1.2 في المئة، ومرايا 1.1 في المئة.

وبيّنت أن 17 في المئة من الأردنيين أو 46 في المئة من مستخدمي الإنترنت، تصفحوا مواقع إخبارية خلال الثلاثين يوما الماضية، حيث احتل موقع «الجزيرة » الإلكتروني المرتبة الأولى بين المواقع الإخبارية، بنسبة بلغت 11 في المئة ومن ثم موقع «العربية » بنسبة 6 في المئة، وفي المرتبة الثالثة كل من ، CNN BBC ، ومكتوب بنسبة 3.1 في المئة. أعلنت «إيركس » وهو اختصار لوكالة الإنماء الأميركية، نتائح دراستها الأربعاء 25 / شباط /فبراير الماضي، ونشرت نتائجها في يوميتي: «الغد » و «العرب اليوم » في اليوم الذي يليه.

«الغد » تناولت الدراسة من الجهة التي تخدمها وأبرزتها على صفحتها الأولى في عدد يوم 26 شباط/فبراير، بعنوان جاء فيه: «الغد الأكثر قراءة بين الشباب »، وعنوان آخر ورد فيه «الغد تحتل المركز الثاني في عدد القراء .» «العرب اليوم » أشارت للخبر في صفحتها السابعة من دون أي إشارة على الصفحة الأولى، وتناولت الدراسة من الزاوية التي تخصها فجاء عنوانها تالياً: «العرب اليوم تضاعف نسبة انتشارها .»

أغفلت «الدستور » نشر نتائح الدراسة، واستعاضت عنه ب «بوكس » في عدد الخميس 26 /شباط/فبراير جاء فيه: «زادت مبيعات واشتراكات الدستور بنسبة 7 في المئة في العام 2008 ، بالمقارنة مع العام ،»2007 مصدر المعلومة التي اتكأت عليها الصحيفة هو «قسم الدراسات والأبحاث » في «الدستور .» ظهر جلياً أن الصحيفة التي هاجمت الدراسة العام الماضي، وكتب رئيس تحريرها آنذاك، وهو وزير الدولة لشؤون الإعلام

والاتصال الحالي نبيل الشريف، معلقاً على الدراسة في مقالة بعنوان: «أبو علي يعرف أكثر »، وأبو علي، المقصود هو بائع الصحف في وسط البلد بعمان، الذي تم تكريمه في أكثر من مناسبة، حيث تم التشكيك في الدراسة وأهدافها ودوافعها، وجاء ترتيب «الدستور » آنذاك الترتيب عينه الذي احتلته في العام الجاري. «الرأي » لم تشر في عددها الصادر يوم الخميس إلى نتائج الدراسة، رغم أنها احتلت المرتبة الأولى. مصادر مطلعة في «الرأي ،» أشارت إلى أن مندوبها لم يفلح بالتزود بنسخة من الدراسة، الأمر الذي أدى لغيابها عن صفحاتها. مصدر مُطّلع في يومية ثانية، أفاد أن إدارة «الرأي » اتصلت للسؤال عن الدراسة من أجل التزود بها، وبخاصة أن مثل تلك الدراسات والأبحاث تعتبر مادة أساسية للمعلنين، من أجل تحفيزهم على نشر إعلاناتهم. نتائج الدراسة لم تثر سجالاً في اليوميات، كما حدث في العام الماضي، وقد تم «ترحيل »

الأمر للمواقع الإلكترونية التي علقت على ما جاء فيها، نقداً حينا، وثناء حيناً آخر. أبرز المساجلات وقعت بين موقعي « عمون »، و «عمان نت »، إذ كتب الموقع الأول على صفحته الرئيسية تعليقاً حمل فيه بشدة على مضامين الدراسة، طاعناً في نزاهتها. إدارة الموقع تساءلت: «بنتائج مفاجئة للجميع، وصفها صحفيون إلكترونيون بأنها غيرمهنية وغير علمية كونها وضعت موقعا لإذاعة على الإنترنت في مقدمة المواقع الإخبارية

الإلكترونية )...( فمواقع المسح الإنترنتي جميعها تؤكد تقدم معظم المواقع الصحفية الإلكترونية الأردنية على هذا الموقع، فكيف يتقدمها جميعا في الترتيب؟ .» هجوم «عمون » على الدراسة تواصل من خلال قولها: «تم زج اسم أحد المواقع الإذاعية في الترتيب لاعتبارات شخصية ومصلحية

مرتبطة برغبة أطراف في احتكار التمويل الأجنبي وشرعنته باستطلاع وهمي مزيف، حتى يظل هذا الموقع الأولى بالرعاية والتمويل كما كان طوال سنوات خلت)..(. هذه هي الغاية من المسح حتى يكتمل تقاسم الحصص دون سؤال .»

إدارة «عمون » نقلت ل «إيركس » احتجاجها على الدراسة وأهدافها وغايتها «المكشوفة » وطالبت ب «العودة إلى الناس وقراءة النسب جيداً ووضع الأمور في نصابها، وذلك للتأريخ فقط وليس لتوزيع الحصص وبحثاً عن التمويل الذي لا نريده .» هجوم الموقع الذي يرأس تحريره الزميل سمير الحياري، وصل إلى حد القول: «لا نريد أن نتحدث أكثر عن إيركس ودورها وشروط الحصول على تمويل من قبل فرقها، وكيف أن

الاعتبارات ليست موضوعية أبداً، إلا أنه وبعد دراستها الأخيرة التي حملت عنوان )تدعيم وسائل الإعلام ( - أي تدعيم هذا - والتي قلبت

فيها الأرقام والنسب رأساً على عقب، فلقد بات من المهم الآن وبعد أن طال التزوير البيانات المسحية التي تصل الممولين والناس أيضاً أن

يثار الموضوع بكل حيثياته .» مدير عام موقع «عمان نت » داوود كتاب، رد على ما جاء في «عمون » دون تسمية فقال: «تحرك العديد من أصحاب المواقع شرقاً وغرباً وكالوا الاتهامات ضدنا وضد القائمين على الاستفتاء دون وجه حق، نحن مدركون ان النتائج قد تكون أزعجت البعض، لكننا لم نطلب الدراسة ولا علم لنا بها أو بطريقة إجرائها .» بدا كتاب تصالحياً عندما قال: «حان الأوان للعمل على تنظيم هذا القطاع ابتعاداً عن الاتهام والوعيد، ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وعلينا التفاهم على أسلوب تنظيم قطاعنا والاتفاق على أسس للتعاون الداخلي ما بيننا

وبين الآخرين، مع الأمل أن يكون الاستفتاء فرصة للتوحد بدل من أن يكون مدخلاً للفرقة .»

مُعدّ الدراسة معين خوري رد على ما تم تناوله في عمون ومواقع إلكترونية أخرى منها «خبرني »، فقال: «العينة التي تم استخدامها في الدراسة سليمة 100 في المئة .» أوضح خوري بأنه «لا توجد عينات متخصصة في الأردن بالإنترنت وإن وجد سوف نقوم بإجراء دراسة أخرى »، مبيناً أن القائمين على الدراسة حاولوا جاهدين الحصول على معلومات من خلال الخادم »server« الخاص بالمواقع الإلكترونية، لكن المواقع لم تزودهم بهذه المعلومات. داعياً المواقع الإلكترونية النظر إلى النتائج التي خلصت إليها الدراسة، وعدم تحديد نظرها باتجاه ترتيب تلك المواقع. أشارت نتائج الدراسة إلى أن أسباب زيارة هذه المواقع بالنسبة لمستخدميها تمثلت في: تجدد الأخبار على مدار الساعة 84 في المئة،

مصداقية الأخبار 76 في المئة، لوجود أخبار لا تنشرها الصحف اليومية 66 في المئة، إمكانية التعليق على هذه الأخبار 41 في المئة، وكون

الأخبار لا تخضع للرقابة 33 في المئة.

دراسة “إيركس” أثارت زوبعة بين مواقع إلكترونية الصحف انقسمت: اهتمام هنا وإغفال هناك
 
05-Mar-2009
 
العدد 66