أظهرت نتائج المسح الأخير الذي أجرته مؤسسة «فافو » النرويجية عن أعداد العراقيين في الأردن، أن الرقم الكبير للعراقيين المتواجدين في الأردن يُشكّل تحدّياً في المجالات المختلفة. وبيّن المسح أن أعداد العراقيين الموجودين في الأردن، وفقاً لما توصلت إليه الدراسة، يتراوح ما بين 450 و 500 ألف عراقي.

وقال المسح الذي نفذته مؤسسة البحوث النرويجية «فافو »، بدعم من الحكومة النرويجية ودائرة الإحصاءات العامة الأردنية، إنه تم الأخذ في الحسبان العائلات العراقية في الأردن وإحصاءات وأرقام الهجرة، وأرقام المشتركين بخدمة الهاتف وغيرها. كشف المسح أن الغالبية العظمى من الهجرات إلى الأردن كانت تضم عائلات بأكملها، وأن النسبة الأكبر منها جاءت إلى الأردن العام 2003 وبعده، وكان حجم حركة نزوح السكان الأكبر في العامين 2004 و 2005 وفقا لسلطات الحدود الأردنية. واستنتج المسح أن غالبية النازحين إلى الأردن هم من المسلمين السنّة، حيث تشكل نسبتهم 68 في المئة، بينما تبلغ نسبة الشيعة 17 في المئة، والمسيحيين 12 في المئة. وبيّن أن الغالبية العظمى من العراقيين في الأردن يقيمون في عمّان، وأن نسبة كبيرة منهم أتت من بغداد، بسبب الوضع الأمني المتردي في العراق -وبغداد تحديدا- مشيرا إلى أن الكثيرين منهم يعملون موظفين لدى آخرين، ومنهم من هو صاحب عمل ويعمل لديه آخرون.

وأوضح أن 42 في المئة من العراقيين في الأردن يتلقون تحويلات من العراق، وهذا يجعل عددا كبيرا منهم يتعرضون لأن تنقلب أوضاعهم بسبب الوضع الأمني الذي قد يتدهور بأية لحظة، ما سينعكس سلبا على إمكانية إرسال هذه التحويلات. المسح أظهرَ بخصوص أعمار العراقيين

الموجودين في الأردن، أن 56 في المئة منهم يتجاوز عمرهم 25 سنة، و 26 في المئة أقل من 15 سنة، و 18 في المئة بين 15 و 25 سنة.

وأشار إلى أن معظم العراقيين في الأردن لديهم الرغبة في السفر إلى بلد ثالث، بخاصة الفقراء منهم الذين ينتمون إلى ديانات غير الإسلام. بحسب الدراسة، فإن 95 في المئة من العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم قالوا إنهم لن يعودوا قبل أن يتحسن الوضع الأمني في العراق. وأضاف المسح أن 70 في المئة من العراقيين في الأردن هم في عمر يسمح لهم بالعمل، ومنهم 30 في المئة ينخرطون في القوى العاملة، مشيرا إلى أن نسبة مشاركة المرأة في العمل أقل من الرجل، حيث إن 15 في المئة منهن منخرطات في سوق العمل.

وقال إن الغالبية العظمى من العراقيين في الأردن يعيشون في المدن، ويستفيدون من مقومات البنية التحتية من كهرباء وشوارع وغيرها، وأن 25 في المئة من النساء اللواتي تقع أعمارهن بين 15 و 50 عاما قد أنجبن في الأردن لمرة واحدة على الأقل خلال الخمس سنوات الماضية.