العدد 65 - سينما وتلفزيون
 

في مفاجأة كبيرة للنقاد، حصد الفيلم الهندي "المليونير المتشرد"

(Slumdog Millionaire) للمخرج البريطاني داني بويل، ثماني جوائز أوسكار، من بينها الجوائز التي تُعدّ الأرفع: أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل قصة مقتبسة، وأفضل إنتاج سينمائي. ما يؤكد حجم العمل المتقن في هذا الفيلم. ورغم أن العمل لم يُرشح لأي جوائز تمثيل، إلا أنه نجح في نيل معظم الجوائز الفنية والإخراجية، ما يدل على كونه أفضل أفلام العام 2008 . وكان المشهد رائعاً عند صعود طاقم الفيلم لتسلّم الجائزة، بخاصة الممثلون الأطفال الذين أضفوا بهجة على حفل الأوسكار.

وكانت جوائز أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في دورتها الحادية والثمانين، أُعلنت في حفل مبهر حضره نجوم الصف الأول في عاصمة السينما الأميركية، هوليوود، وقدمه الممثل أسترالي الأصل هيو جاكمان. الممثلة البريطانية كايت وينسيلت، حصدت جائزة أفضل ممثلة، بعد أن رُشحت خمس مرات قبلاً عن أفلام تركت بصمة في تاريخ السينما الأميركية، مثل: «تيتانيك »، و «أطفال صغار ». فازت كايت بالجائزة عن فيلم «القارئ » التي تجسد فيه شخصية امرأة تقيم علاقة مع شاب في الخامسة عشرة من عمره، ثم تنضم للحزب النازي الألماني، وتُحكم مدى الحياة في السجن. رغم أن المستوى الفني للفيلم كان متواضعاً، إلا أن أداء كايت كان مميزاً.

وفي المقابل، فاز شون بين، بجائزة الأوسكار الثانية في مشواره الفني، عن فيلم »Milk« ، الذي يحكي قصة الناشط السياسي والمثلي الجنسي هارفي ميلك، الذي نجح في الوصول إلى منصب الحاكم في الولايات المتحدة. شون بين تفوّق في هذه الجائزة على الممثل ميكي رورك، الذي كان من أقوى المرشحين لنيل الجائزة عن فيلم «المصارع .» ولم تخطئ تقديرات النقاد عندما تم منح الفنان أسترالي الأصل الراحل هيث ليدجر، جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم «المقاتل المظلم »، الذي حصد أكثر |من بليون دولار في شباك التذاكر في أميركا والعالم. وك ان ليدجر أدى أفضل أدواره في هذا الفيلم، عائلة الممثل المكونة من أبيه وأمه وأخته، تسلّمت الجائزة من الأكاديمية. وفازت الممثلة الإسبانية بينلوبي كروز، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، عن الفيلم الرومانسي «فيكي كريستينا برشلونة ». كان أداء كروز سلساً ولطيفاً في هذا الفيلم، وكانت هي من أفضل المرشحين لنيل الجائزة. كما نال الممثل جيري لويس، جائزة التكريم السنوية التي تمنحها الأكاديمية.

أما فيلم «الحالة الغريبة لبينجامين بوتون » الذي رُشح لـ 13 جائزة، فنال 3 جوائز فقط: الماكياج، والتأثيرات البصرية، والإخراج الفني. وكما يحدث عادةً، فإن معظم الأفلام التي ترشَّح لعدد كثير من الجوائز، تفوز بعدد قليل منها في النهاية. وفاز الفيلم الياباني «المغادرون » بجائزة أفضل فيلم أجنبي، متفوقاً على الفيلم الإسرائيلي للرسوم المتحركة، «رقصة فالس مع بشير » الذي كان المرشح الأبرز لهذه الجائزة. وحصد فيلم »WALL-E« جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، بعد النجاح الكبير الذي حققه في شباك التذاكر الأميركي.

وكان منتجا الحفل هذا العام، لورانس مارك وبين كوندن، اللذان قاما معاً بإنتاج الفيلم الغنائي الشهير «فتيات الحلم Dreamgirls( » (، قد أحاطا الحفل بسرية شديدة، إذ تم التكتم على هوية مقدمي الجوائز، الذين ضمت لائحتهم الكثير من النجوم الكبار، مثل: صوفيا لورين، ستيفين سبيلبيرغ، وستيف مارتن. واشتمل الحفل على رقصات غنائية مميزة، اشترك في إحداها المقدم هيو جاكمان مع المغنية الشهيرة بيونسيه نوليز، وقدم فقرة مع الممثلة الكوميدية آن هاثواي، استعرضا من خلالها الأفلام المرشحة للجوائز، إضافة إلى فقرة لنجوم الفيلم الشبابي الأشهر High« »School Musical الذين حازوا إعجاب الحاضرين، وفقرة غنائية هندية للأغنية التي فازت بجائزة الأوسكار ضمن فيلم «المليونير المتشرد »، وبعض الفقرات الكوميدية التي قدمها جاك بلاك مع جينيفر آنيستون، وبين ستيلر مع نتالي بورتمان.

كان حفل هذا العام مبهراً، وعمد منظموه إلى رفع شعبيته، بعد تراجع نسبة مشاهدي حفلات الأوسكار في الأعوام الأخيرة، وكان اختيار جاكمان لتقديم الحفل موفقاً، إذ نجح في أداء دوره على أكمل وجه، كما ظهر فيه نجوم محبَّبون، مثل: براد بيت، وأنجيلينا جولي، اللذان رُشح كلاهما لجائزة أفضل تمثيل، وفشل كلاهما في الحصول عليها.

في حفل أبهر الملايين :" المليونير المتشرد" يتصدر جوائز الأوسكار
 
26-Feb-2009
 
العدد 65