العدد 65 - احتباس حراري | ||||||||||||||
يشكل الاستخدام المفرط لأكياس البلاستيك، واحدا من المخاطر الرئيسية التي تهدد البيئة عالميا، وتساهم في تعميق خطر التغيرات المناخية. وفقاً لموقع (advocacy Web site reusablebags.com)، فإن العالم يستهلك ما يقارب تريليون كيس بلاستيك سنويا. وكالة حماية البيئة الأميركية تقول إنه في الولايات المتحدة وحدها، يُستخدم ما يزيد على 380 مليار كيس بلاستيك كل عام، تكلّف 4 مليارات دولار، وما يعاد تدويره منها لا يتعدى 3 في المئة. والباقي منها ينتهي إلى مكبات النفايات، حيث لا يتحلل، بل يمر بعملية تسمى “التحلل الضوئي”، وفيها يتحول إلى جزئيات سامة متناهية الصغر، تعمل على تلويث التربة، ومصادر المياه، كما أنها تدخل إلى السلسلة الغذائية عندما تختلط مع غذاء الكائنات الحية. إضافة إلى أنها تغلق الممرات المائية، وتفسد الأراضي، فإن هذه الأكياس تشكل خطراً حقيقياً على الحيوانات، فآلاف الطيور والحيوانات والثدييات البحرية من سلاحف وحيتان | ودلافين تموت سنوياً تسمماً أو اختناقاً بعد تناول هذه الأكياس بطريق الخطأ. صناعة هذه الأكياس تتطلب سنوياً، ملايين الغالونات من النفط الذي كان يمكن توجيهه لأغراض التدفئة والنقل، ما يشكل عبئا إضافيا على انبعاثات الكربون. الحل لا يكمن في استخدام أكياس ورق، كما يعتقد بعضهم، فلهذا النوع مشاكله البيئية أيضاً، ذلك أن العالم يستخدم سنويا مليارات الأكياس الورقية التي تقضي على ملايين الأشجار. لكن يمكن استخدام أكياس قماش، بأحجام وأشكال مختلفة، ويمكن إعادة استعمالها. لمن لا يرغب في استعمال أكياس يعاد استعمالها، فإن هناك محاولات لتطوير نوع من الأكياس مصنوع من مواد لا تؤذي البيئة، ومثال عليها ما قامت به إحدى الجماعات الناشطة بيئيا في كندا، عندما طورت نوعا مصنوعا من ألياف الذرة، ورغم أن تكلفته تزيد مرات عدة على تكلفة كيس البلاستيك، إلا أنه يستهلك طاقة أقل لإنتاجه، كما أنه قابل للتحلل، إذ يحتاج من 4 إلى 12 أسبوعا ليتحلل. على الحكومات أن تنهض بمسؤوليتها في هذا المجال، فقد ثبت أن اتخاذ إجراءات معينة يمكنه أن يسهم في الحد من الأضرار، ومثال على ذلك ما قامت به إيرلندا في العام 2001 ، عندما قامت بفرض ضريبة مقدارها 15 سنتا على كل كيس بلاستيك، كان الأفراد يدفعونها مباشرة في المحلات التجارية. إيرلندا التي كانت تستهلك قبل ذلك التاريخ 1.2 بليون كيسا، أي بمعدل 316 كيسا للفرد الواحد، تمكنت من تخفيض استهلاكها بنسبة 90 في المئة، الأمر الذي لم يسهم فقط في تخفيض كمّ هائل من النفايات، بل ساهم أيضا في تخفيض ما مقداره 18 مليون لتر من النفط سنويا. اليابان اتخذت إجراء على هذا الصعيد، فقد سمح قانون صدر العام 2006 ، للحكومة اليابانية، توجيه «إنذارات » إلى المصنّعين والتجار الذين يستخدمون كميات كبيرة من أكياس البلاستيك، دون أن يترافق ذلك مع جهود فعالة لإعادة تدويرها. |
|
|||||||||||||