العدد 65 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
كانت الإعلانات في الماضي، فواصل بين البرامج. والآن لم يعد من قبيل المبالغة القول إن البرامج لم تعد في قنواتنا الفضائية سوى فواصل بين الإعلانات. إعلانات لكل شيء: الأكل، السيارات، الأثاث، فوط الأطفال، المنظفات، مستحضرات التجميل، الملابس، الأجهزة الكهربائية والألعاب. تسونامي إعلانات، لا يبيع السلع ، بقدر ما يبيع الأوهام. اشتري الكريم الفلاني، لتنقلب بشرتكِ من سمراء مبقعة بالكلف وحَبّ الشباب إلى بيضاء نقية مثل الحليب. اشتري مكعبات «ماجي »، وتصبحين طباخة ماهرة، تطبخين لأسرتك أشهى الأكلات، وتصبح حياة زوجك من غيرك سَلطة. اشتري نوعا معينا من الفوط، فينام طفلكِ طوال الليل، مع أن الطفل في الإعلان عمره ستة أشهر، وهؤلاء يستيقظون ثلاث أو أربع مرات في الليلة ليرضعوا، وليس لهذا علاقة بالفوط. اشترِ التلفون الفلاني، فتصبح شابا عصريا وتقع الفتيات في غرامك. رغم أن الإعلانات موجهة لجميع الفئات، لكن النساء ربما يشكلن الشريحة الأكبر من الفئات المستهدفة، وهن الوقود الأساسي لها، إضافة إلى أن الإعلان يتوجه إليهن بصفتهن نساء، ربات بيوت، وأمهات. إنهن الأداة الرئيسية التي تُستخدم لترويج السلعة، لأنهن الشخصيات الرئيسية في تمثيل الإعلانات. الإعلانات غير أنها تروِّج للوهم، فهي أيضا تسلبنا الإحساس بالرضا بالذي بين أيدينا، فأنت تشتري السلعة، ولكن سريعا ما يظهر غيرها، أفضل منها، وحتى لو لم يكن أفضل، يُنشئ الإعلان داخلك إحساسا بالحاجة إلى التغيير، بسبب تحويل كل شيء إلى موضة. حليمة جابر |
|
|||||||||||||