العدد 65 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل - خاص بـ"صرخة ثائر" التي رددها معها الجمهور وقوفاً مرتين، ختمت الفنانة اللبنانية أميمة الخليل حفلها الذي نظمه مسرح البلد، على المسرح الرئيسي في مركز الحسين الثقافي. بلحنها الهادر، وقوة موسيقاها بإعادة توزيع الموسيقي وعازف البيانو هاني سبليني )زوجها، ورفيق مشوارها الفني، وقائد الفرقة المصاحبة لها(، شكّلت “صرخة ثائر” قفلة ذكية للأمسية التي سافرت الخليل خلالها في أفياء إنسانية بحتة، وقدمت فيها مقترحات جمالية وموسيقية وغنائية لم يتوعدها جمهورها منها، فكانت الصرخة التي انتظر عدد غير قليل من جمهور زاد على 700 شخص، ما تعكسه من أجواء، وتفجره من طاقة رفض ومقاومة “له له له لا لا لا لا لاه/ طوق صوتي الأنين/ طلق قلبي الحنين/ وجئت طلقة جئت صفعة لكل ضمير خائر/ تركت النجم تركت الآه تركت النغم الحائر/ وجئت أعصف ما في صدري/ جئت صرخة ثائر”. على شاكلة “دقة على الحافر، وأخرى على المسمار”، جاء التناوب في أمسية أميمة الخليل التي دعمت إقامتها جهات ومؤسسات عديدة، بين الأغنيات التي تحمل نفَساً مقاوماً ومعلناً موقفاً صريحاً لصالح الأرض والناس والبنادق، وبين أغنيات مشغولة بوعي موسيقي مشاكس، ومتقاطعة مع هموم يومية صغيرة: “وقلت بكتبلك” كلمات محمد العبد الله وتلحين وتوزيع مارسيل خليفة، “لاتدق” و”شب وصبية” وكلاهما من كلمات نزار الهندي وألحان وتوزيع هاني سبليني. كما صوتها الاستثنائي، حدَثت في حفل أميمة العمّاني، أمور استثنائية كثيرة: ملأ الجمهور مقاعد الدرجات جميعها، تخاطَب الناس معها مباشرة أثناء الحفل، وطلبوا منها أغنيات بعينها، ولم ترد أميمة طلبات جمهورها الذي ظهر واضحاً أن جزءاً غير قليل منه يتابعها منذ عقود ماضية، وشكّلت “عصفور طلّ من الشباك وقلّي يا نونو/ خبيني عندك خبيني دخلك يا نونو” جزءاً من مكوناته الثقافية والمعرفية والجمالية، وحتى مخزونه النضالي وأسراره الحزبية. وعندما طلبت منها واحدة نادتها باسمها كما لو أنها صديقة قديمة أن تغني “اجتاح”، لبّت أميمة الطلب مباشرة، حتى لا تربك الفرقة المتحضرة لأغنيات بعينها والملتزمة ببرنامج وُزّع على الجمهور قبل الأمسية. وغنت من دون موسيقى مقطعاً من الأغنية المطلوبة “اجتاح اجتاح/ انحبس فيي لا تفكر بشي/ برّا عتم ورصاص برّا عتم ورصاص وتصفاية حسابات بين الأنبيا وأشباح”، إلى أن تقول: “اعتبرني جنون وجن فيي وضلّك جن لتقلب عيني وتفلت براسي جراس/ الجوع.. القهر.. البعد.. الحقد.. رصاص.. حدود الحرب طيلعهون طهرني منون واجتاح مطرحهن وارتاح مطرحهن/ اجتاح.. ارتاح.. اجتاح.. ارتاح”. على مدار زهاء مائة دقيقة، غنت أميمة 18 أغنية من قديمها وجديدها. وصاحبتها في الأغنيات التي ظهرت واضحة فيها نكهة جاز مطعّم بحس شرقي ناضج، الفرقة الموسيقية المكونة من العازفين: هاني سبليني )بيانو(، عبود السعدي )غيتار باص(، حسين خليل )عود(، توم هورنج )ساكسفون وفلوت(، علي الخطيب )رق( وخالد ياسين )طبلة وبيركشنز(. ومنحت إعادة توزيع أغنيات معروفة لأميمة وأغنيات من التراث اللبناني والمصري، روحاً جديدة لتلك الأغنيات، وضخّت فيها ألقاً مدروساً بوعي موسيقي مزج بلمسة ذكية وشفيفة بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، بخاصة موسيقى الجاز، وهو ما تجلى بمداخلات ساكسفون توم هورنج وغيتار عبود السعدي. |
|
|||||||||||||