العدد 65 - الملف
 

قبل عقد من الزمن، بدأت لمى حوراني تجترح لغتها الخاصة في عالم تصميم الحلي والمجوهرات، لتبدع قطعاً بتصاميم مستلهمة من هياكل عظام

الأسماك والسحالي الصغيرة والخطوط الخارجية لأوراق الصبار وانسيابية أجساد الإبل. تبدو هذه التصاميم شبيهة برموز لغة بدائية، كتلك المحفورة على جدران الكهوف أو على اللقى الأثرية التي وُجدت في الأردن. لذا تحمل مجموعاتها أسماء دالّة على تلك الأصداء الغامضة في قطعها التي توائم بين القديم والجديد، وتجسد الطبيعة الأردنية والحياة البرية فيها، من مثل مجموعاتها: «البحر الميت « ،» وادي رم « ،» حيوانات الكهوف « ،» عمارة الأردن .» الفضة هو المعدن الأثير لدى لمى، لما له من عمق في التراث الأردني، تستخدمه مادة أساسية في التصميم، قد يتداخل معها حجر كريم أو معدن آخر، ولكن تظل الفضة هي سيدة القطع المصاغة بأسلوب يجمع بين العفوية والبساطة، وبين الغرائبية والمألوف. النجاح الذي لقيته معارضها في أنحاء مختلفة في العالم، لا يتأتى من حداثة التصميم وعمقه حسب، وإنما أيضاً من أسلوب العرض الذي توليه لمى اهتماماً كبيراً، لإيمانها بأن طريقة العرض تتكامل لتُبرز فرادة كل قطعة على حدة، وتؤكد جمالياتها ضمن المجموعة بمجملها، فالعرض بالنسبة لها فن، مثلما أن ارتداء القطعة فن. المثابرة وروح الإبداع، والبحث الدائم عن التجديد والابتكار والتفاعل مع الموروث القديم، مكّنتا لمى من حمل رسالتها الثقافية والحضارية للعالم، حيث احتضنت أعمالها متاحفُ عدة للفنون من مثل: المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي بنيويورك، متحف سنسناتي للفنون الحديثة، متحف أوتاوا للحضارة بكندا. وقد عُرضت أعمالها في محلات شهيرة في القاهرة، البحرين، الكويت، بيروت، دبي وباريس. لمى، الحاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة العام 2000 ، وعلى دبلومَين في التصميم، وعلى درجة الماجستير من معهد مارانغوني في مدينة ميلانو الإيطالية، أقامت آخر معارضها لمجموعة ربيع وصيف 2008 ، التي احتوت على قطع بأحجام كبيرة وجريئة في التصميم، وقد تكونت من مجموعات ثلاث: غجرية؛ وهي مجموعة مستوحاة من الحلي الغجرية ذات السناسل الطويلة والأقراط الكبيرة، ومجموعة حكايات بدوية التي تحتوي على عناصر وأيقونات مستمدة من الحكايات القديمة والمعتقدات الشعبية عن رموز لجلب الحظ أو السعادة والحب.

تميزت هذه المجموعات بألوان مبهجة ومختلطة، وقد استخدمت فيها لمى مواد جديدة من الكريستال والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، كما تداخل في تصميمها مواد مختلفة من مثل الجلد متعدد الألوان، القماش، الأسلاك النحاسية، لكنها ظلت ضمن الإطار المميز للوحة لمى التي خطتها بأنامل متفردة وإبداع متجدد

لمى حوراني: استلهام انسيابية أجساد الإبل
 
26-Feb-2009
 
العدد 65