ولدت الأميرة فخر النساء زيد العام 1901 على ضفاف البوسفور لأسرة تركية عُرفت بشغفها بالفن والمعرفة والأدب. درست الرسم بدار الفنون في إسطنبول ثم في باريس العام 1927 في أكاديمية رنسون.اقترنت بالأمير زيد، شقيق الملك فيصل الأول ابن الحسين، إبان كان سفيراً للمملكة العراقية الفتية في تركيا. وهي والدة الأمير رعد بن زيد. أقيم أول معرض لها العام 1944 بالعاصمة التركية، وشاركت بعد ذلك في أكثر من 50 معرضاً في أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، والشرق الأوسط.

تفردت الأميرة فخر النساء زيد بتجاربها الفنية في استخدام عوالم التراث والحضارة وأشكال العمارة الإسلامية واستحضارها لعوالم «ألف ليلة وليلة » و «كليلة ودمنة » والبتراء وحكايات وأساطير تركية، والانغماس في عوالم صوفية وتراثية، فضلاً عن خبرات الرحيل والإقامة في العديد من العواصم ما بين تركيا، وبرلين، ولندن، وبغداد، وعمان. أقامت العديد من المعارض أبرزها: معرضها في معهد الفن المعاصر بلندن العام 1954 ومعرضها في صالة فيرني في باريس ومتحف أنقرة العام 1964 ، كما عرضت لوحاتها في صالة «سوثبيز » بلندن، ضمن أسبوعه الإسلامي. استقرت في عمان العام 1975 حيث عملت على إثراء الحياة الفنية بإنشاء معهد فخر النساء الملكي للفنون الجميلة الذي كان منطلقاً لتأسيس الجمعية الملكية للفنون الجميلة المتحف الوطني الأردني الذي ترأسه الآن الأميرة وجدان علي. عدت رائدة الفن التشكيلي في الأردن، وأسهمت في إرساء تقاليد فنية متجددة حتى رحيلها العام 1991 . تتلمذ على يديها عشرات الفنانات الأردنيات اللواتي أصبحت لهن مكانة مرموقة في عالم الفن العربي، منهن: سهى شومان، وهند ناصر، وجانيت جنبلاط، وافيميا رزق وأخريات. أطلق اسمها على قاعة العرض الفني في المركز الثقافي الملكي، وعلى مركز للحرف اليدوية، وإحدى قاعات معهد الفنون الجميلة.

احتفل بمئويتها العام 2002 ، وأقامت مؤسسة شومان حفلاً خاصاً بالمناسبة ألقى خلاله وزير الثقافة التركي السابق طلعت حلمان محاضرة حول فنها بعنوان «فخر النساء زيد.. قوس قزح من تركيا إلى أوروبا إلى الأردن ». أبرز فيها أنه «لا يمكن تصنيف الفنانة فخر النساء زيد ضمن مدرسة معينة بل هي الفنانة التي استطاعت أن تخلق مدرستها الخاصة عبر صدقها التام في التعامل مع العناصر والمشاهدات، ولوحاتها انعكاس صادق لنواحيها الإنسانية وفلسفتها بالحياة، كونها شاعرة وفنانة مشتبكة بالحياة وتأملاتها الجمالية والكونية.