العدد 65 - الملف | ||||||||||||||
السجل - خاص شكّل تأسيس نادي أسرة القلم في مدينة الزرقاء العام 1973 ، تتويجاً لحراك ثقافي إبداعي، بدأ مطلع سبعينيات القرن الماضي، في المدينة الكبيرة، والرابضة على مشارف المناطق الشرقية من الأردن، في الحد الفاصل بين الصحراء الممتدة والسهول المترامية الأطراف، والمستفيدة وقتها من سيل الزرقاء الذي كان يشكّل امتداداً لسيل عمان. فبعد إرهاصات عديدة وشبه خجولة، بدأت في إقامة صالونات أدبية مثل صالون عدنان علي خالد الحلاق على سبيل المثال، تصدى الشاعر سميح الشريف لمشروع تأسيس نادي أسرة القلم لتكون بذلك أول هيئة أدبية ثقافية في تاريخ المملكة، فلم تكن رابطة الكتاب قد تأسست بعد. وترأس الشريف نفسه أول هيئة إدارية للنادي، وظل الأمر كذلك دورات عديدة تلت الهيئة الأولى للنادي الذي انتسب له منذ بداياته شعراء وكتاب ومثقفون مثّلوا خلاصة الإنتلجنتسيا الثقافية والإبداعية في المدينة المليئة بمعسكرات الجيش ومنتسبيه وعائلاتهم. وقد شكّل تأسيس نادي أسرة القلم آنذاك، علامة لافتة في مجال العمل الثقافي المدني غير الرسمي، في ظل أحكام عرفية صارمة، وقانون طوارئ شلا أوجه الحياة السياسية والثقافية ومختلف مخرجات الديموقراطية بعيد أحداث أيلول. لم يقتصر الانتساب إلى النادي على الأدباء والمثقفين المحليين فقط، بل تعداه إلى دول عربية أخرى في المغرب العربي ودول الخليج العربي، انتسب معظمهم من طريق المراسلة، كان من بينهم الشاعر السوري الراحل عبد المنعم الملوحي، والشاعر البحريني الراحل إبراهيم العريض. وإضافة لكونه في موقعه في شارع شامل قريباً من شارع السعادة الرئيسي في مدينة الزرقاء، ملتقى لجلسات المثقفين والأدباء وأصدقائهم، وحاضناً لنقاشاتهم وحواراتهم حول القهوة )يفضلها معظم المثقفين مُرّة( والشاي، فإن النادي ينظم بشكل دوري، وأحياناً متقطع، أمسيات أدبية. وهو كثيرا ما لعب دور منصة التعريف بكتاب لم ينصفهم الإعلام، أو لم تستوعبهم العاصمة بعد، ولم تفتح لهم ذراعيها. ومنذ مطالع ثمانينيات القرن الماضي أصبح الحضور الحزبي ملحوظاً في جسم النادي، وتحول التنافس على مقاعد هيئته الإدارية إلى تنافس بين حزبي )حشد( وحزب الوحدة الشعبية اللذين استطاعا فرض التواجد الأهم داخل تفاصيل النادي وهيئته العامة، وبخاصة )حشد( الذي فاز بمقاعد هيئته الإدارية كاملة في عدد غير قليل من دوراته المتلاحقة. ومن نادي أسرة القلم انطلق الحضور الشعبي للنائب بسام حدادين، الذي كان في حينه أحد أبرز قادة حزب حشد. ومن هناك أيضاً زحف كثير من المثقفين والمبدعين ليحجزوا لهم مكاناً عمانياً مستفيدين مما قدمه لهم النادي. في العام 2006 ، تأسست في النادي لجنة الإبداع الشبابي التي ترأسها الشاعر والصحافي الزميل إسلام سمحان قبل أن يطويها النسيان الذي طوى كثيراً من منجزات النادي على مدى السنين، علماً بأنه تأسس قبل رابطة الكتاب الأردنيين. حاولت لجنة الإبداع الشبابي إعادة الحراك الثقافي والإبداعي إلى النادي، واستعادة اهتمام الصحافة الثقافية المحلية به، فنظّمت فور تأسيسها ملتقى الإبداع الشبابي الذي جمع في واحد من دوراته أكثر من مائة شاب وشابة يمثلون إبداعات أدبية مختلفة، حيث اجتمع كل عشرة منهم يوميا للقراءة والنقد والتعليق، واستمرت ورشات العمل هذه على مدى عشرة أيام. اليوم، يعاني النادي، بحسب الشاعر إسلام سمحان، من سياسة إقصاء وتهميش بحقه مارسها وزراء ثقافة عديدون. ويؤكد هؤلاء أن الدعم السنوي المخصص للنادي والذي لا يتجاوز 900 دينار، لا يكفي لتسديد أجرة المقر. |
|
|||||||||||||