العدد 65 - الملف
 

إطلاق لقب (أبو المسرح الأردني) على المخرج الراحل هاني صنوبر، لا يدخل في

باب المبالغة، ففي مطلع العام 1964 أخرج هاني صنوبر مسرحية «الفخ » المأخوذة عن نص فرنسي، بمساعدة عدد ممن التفوا حوله لتكون تلك المسرحية باكورة المرحلة الاحترافية في مسيرة صنوبر الفنية، ومسيرة الفن الأردني.

وتوّج صنوبر حراكه في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الفن المسرحي الأردني

بتأسيسه لفرقة أسرة المسرح الأردني التي أُنشئت في العام 1966 واستمرت حتى العام 1972 ، تحت مظلة دائرة الثقافة والفنون التي تولي صنوبر شؤونها. نال صنوبر على درجة الماجستير في المسرح والدراما من مسرح كوزمان ثياتر في الولايات المتحدة الأميركية العام 1957 ، وغادر إلى دمشق ليساهم في تأسيس فرقة المسرح القومي، قبل أن يعود ويبدأ مسيرته المسرحية التي بدأت في العام 1964.

امتاز صنوبر بأنه مخرج أكاديمي، شديد الحماس لتنفيذ الأعمال المسرحية،وخصوصا في ساحة خالية من الأعمال المسرحية، أو من وجود أي اهتمام في المسرح. وامتلك خبرة كبيرة في معرفة الأدب المسرحي العالمي، وبذكائه في اختيار النصوص المناسبة لذوق المثقف والمواطن الأردني. ولعب صنوبر دوراً كبيراً في إقناع إدارة الجامعة الأردنية في إنشاء حراك مسرحي في الجامعة، وهو ما تحقق في الفترة نفسها التي أحدث فيها صنوبر كل هذا الحراك في المشهد المسرحي المحلي.

ولم تقتصر ريادة صنوبر وحراكه التأسيسي على الساحة المحلية فقط، بل امتد ليشمل سوريا إضافة لقطر التي كان صنوبر من أوائل من أسسوا فيها فناً مسرحياً. حتى إن بعض النقاد والمتابعين يذهبون إلى أن مسرحية "أم الزين" (1975) من إخراج صنوبر عن نص للكاتب القطري عبد الرحمن المناعي، تشكل البداية الحقيقية للمسرح القطري. وحتى وفاته مطلع العام 1998 ، قدّم صنوبر للمسرح في عواصم عربية ثلاث ما يقارب ثلاثين عملاً معظمها عن نصوص عالمية.

هاني صنوبر: أبو المسرح الأردني
 
26-Feb-2009
 
العدد 65