العدد 65 - الملف | ||||||||||||||
في العام 1984 ، بدأت فرقة مسرح الفوانيس في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 آذار/مارس من كل عام، وقد تحولت هذه الاحتفالية في ما بعد 1994 إلى مهرجان مسرحي كبير يحمل اسم "مهرجان أيام عمان المسرحية" للفرق المستقلة، حيث أصبح هذاالنشاط أول مهرجان دولي للمسرح في الأردن، تستضيف الفرقة خلال فعالياته العديد من أشهر الفرق المسرحية العربية والدولية لتقديم تجاربها المسرحية المهمة على أرض الأردن. وفضلا عن استضافة الأعمال المسرحية، عملت إدارة المهرجان على استضافة نخبة كبيرة من الفنانين في الحقل الثقافي والإعلامي من العالم العربي والغربي العاملين في المجالات الفنية والمسرحية. كما يقدم المهرجان خلال فترة انعقاده السنوية أنشطة ثقافية وفنية أخرى تشتمل على عقد ندوات متخصصة، ورش عمل، اجتماعات ومؤتمرات، بالإضافة إلى استحداث فعاليات جديدة للمهرجان مثل: إقامة عروض سينمائية لمخرجين شباب، ومعارض فنون تشكيلية لفنانين شباب أيضا، إضافة للأيام الشعرية، والعروض الموسيقية. وامتد المهرجان في بعض دوراته إلى خارج العاصمة، ساعياً إلى الإسهام في التأسيس لثقافة مسرحية لدى مختلف القطاعات والشرائح الاجتماعية في شتى مواقعها وأماكن تواجدها. ورغم تعرضه لاستهدافات تفاوتت في مستوياتها ومدى تأثيرها، وصلت حد اتهامه بشكل مباشر، وأحياناً غير مباشر، بالتطبيع الثقافي عبر القبول بتمويل أجنبي، فإن "مهرجان أيام عمان المسرحية" حافظ على موعده السنوي المقدس، ولم يتغيب سوى مرة واحدة عندما اضطره احتلال العراق العام 2003 إلى الاحتجاب، بخاصة وأن موعد انطلاق العدوان على العراق تمهيداً لاحتلاله جاء قبيل موعده السنوي المعتاد بأيام قليلة (بدأ العدوان في 21 آذار/ مارس من العام 2003 أي قبل أقل من أسبوع من موعده). وخلال دوراته المتلاحقة، استضاف المهرجان الذي تعاون في كثير من حالاته مع فرقة الورشة المصرية، عروضاً عالمية من أربع جهات الأرض، وقدمت فرق مستقلة من فرنسا والبوسنة وبريطانيا وأستراليا وهولندا وساحل العاج وإسبانيا وإيطاليا والنمسا وألمانيا والسويد وسويسرا وبعض دول أوروبا الشرقية عروضاً ضمن فعالياته، إضافة للمشاركات العربية التي شملت خلال 15 عاماً ماضية معظم الدول العربية من أقصى دول المغرب العربي إلى دول الخليج مروراً بسورية ولبنان وفلسطين والعراق، والعروض المحلية التي لم تغب ولا مرة عن دوراته. وشكّل العام 1996 ذروة في دورات المهرجان، ما يؤكد العلاقة العضوية بين الفن والظروف الموضوعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة. من فكرة حالمة وطموح مشروع، طلعت "ليالي المسرح الحر". وكانت دورة أولى خجولة إلى حد ما العام 2005، اقتصرت على عروض محلية جميعها لمخرجين أعضاء في فرقة المسرح الحر: "يا مسافر وحدك" تأليف وإخراج غنام غنام، وله أيضاً تأليفاً وإخراجاً عرضت "آخر منامات الوهراني"، وللمخرج إياد الشطناوي "أنا وهو". واقتصرت المشاركات العربية على استضافة الفنانة اللبنانية سميرة البارودي والفنان الكويتي منقذ السريع والفنان السوري عدنان سلّوم للإدلاء بدلوهم في ندوة أقيمت على هامش مهرجان )الليالي( في دورته الأولى تحت عنوان "نحن والمسرح الحر". الصعود الثابت والمثابر والمترافق مع إصرار صلب، تحقق لمهرجان ليالي المسرح الحر في دورته الثانية، بوجود خمس مشاركات عربية، ليصبح المهرجان أكثر نضوجاً في الدورة الثالثة العام الماضي. في دورته الأولى (دورة مؤاب 2008)، استطاع مهرجان عشيات طقوس المسرحي الذي تصدت فرقة طقوس المسرحية لإقامته وجعله المهرجان المحلي (المستقل) الثالث، أن يقبض على جوهر ما تقدم، ويذهب إلى قلوب الناس مباشرة. في ميدان يؤمه الناس عادة في ليالي الصيف، اختارت إدارة المهرجان أن تقيم موسمها الأول، معززة ما سبقه من حراك مسرحي لفرق أخرى، وما أقامته الفوانيس وفرقة المسرح الحر من مهرجانات هذا العام في امتداد عربي أجنبي لافت. وفي الميدان نفسه أقامت "طقوس" منذ تأسيسها مطلع الألفية الثالثة فعلها المسرحي القائم على مفردات وخصائص ميزت الفرقة عن زميلاتها ورفاقها في المشهد المسرحي المحلي. نجحت "طقوس" في دورتها الأولى، ونجح المهرجان رغم ضيق ذات اليد وشح الزيت في القنديل. |
|
|||||||||||||