العدد 65 - أردني | ||||||||||||||
رشا سلامة مساء السبت (21 شباط/فبراير)، احتشد في فندق "فور سيزنز" نحو خمسمئة مرتاد، ينتمون لشرائح سياسية واقتصادية نخبوية، تنوعت بين أمراء ووزراء وسفراء ودبلوماسيين وأصحاب فنادق ومطاعم سياحية، وازدان المدعوون بـ" ببيونات سوداء" للرجال، وملابس "سواريه" للنساء، لحضور الاحتفال السنوي الرابع لتوزيع جوائز "جرومبي جورميه"، الذي نظمته شركة "فرونت روو" للنشر، وتضمن عشاء ساهرا. المناسبة هدفت إلى منح جوائز لمؤسسات وأشخاص عاملين في حقل الضيافة. وشارك فيها لبنان للمرة الأولى إلى جانب الأردن، وقد نقل تلفزيون "المستقبل" اللبناني وقائع الحفل المتضمن تكريم المطاعم السياحية الفائزة في المسابقة، التي ينظمها رئيس مجلس إدارة شركة "جرومبي جورميه أويردس" ومالك مجموعة زارا للنشر إياد شحادة، منذ انطلاقة الفكرة العام 1955. لكن هناك من قاطعوا الحدث وعدّوه "مجانباً للحياد والشفافية". رئيس جمعية المطاعم السياحية الأردنية ونائب رئيس اتحاد المهن السياحية الأردنية زيد القسوس، وصف الحدث بأنه ينطوي على «اختيارات غير موضوعية ومن دون أسس ومعايير واضحة »، وتساءل عن سر الجهة المنظمة: «لا نعلم من هم المقيّمون، ونعتقد أنهم يجرون تقييمهم هذا على أساس المصالح الشخصية"، ويقصد لجنة التحكيم المنوط بها تقييم المطاعم والأشخاص. استشهد القسوس في ادّعائه بأن التقييم "لا يتماشى والأسس المعمول بها في الغرب"، بدلائل عدة، منها "كان شحادة هو من يقرر في البداية الفائزين، ثم اقتسم القرار بينه وبين جهة التصويت، من غير أن نعلم من هو الطرف الثالث المشرف على التقييم". القسوس أصدر بيانا باسم المطاعم السياحية المنضوية تحت لوائه، تقدم به لشحادة؛ وذلك لوضعه في صورة أسس التقييم، فكان أن «ألقى شحادة البيان في سلة القمامة، ثم اجتمع بنقابة المطاعم السياحية اللبنانية بدلاً من أرباب المطاعم الأردنيين »، بحسب القسوس. تعذّر وصول "السجل" لشحادة، رغم اتصالات متكررة، بيد أن مديرة العلاقات العامة في مؤسسته الإعلامية نور قندلفت، أكدت على أن هنالك "معايير واضحة للتقييم"، مشددة على أنها "في متناول يد من يريد التزود بها من أرباب المطاعم". لكن قندلفت امتنعت عن كشف هذه المعايير، مكتفية بالتعريج سريعاً على أبرز بنودها كـ"النظافة ،الخدمة السريعة ،الديكور ،الأسعار وكذلك جودة الطعام ومهارة الطهاة". تُذكّر قندلفت بالإعلانات المتكررة التي تم نشرها للترويج للحدث إعلامياً، لافتة إلى أن "تجاوباً كبيراً" أبداه متابعو مجلاتهم تحديداً، كمطبوعات "أنت"، "ليفينج ويل"، "هوم" و "جوردان بزنس". وكيل سيارات جاغوار "شركة المحمودية لتجارة السيارات" وكذلك تلفزيون المستقبل، رعوا الحفل، إلى جانب تأكيد قندلفت على حضور شخصيات رسمية الحدث كالوزير ناصر جودة، مع الإشارة إلى أن وزيرة السياحة لم تكن بين الحضور، إلا أن وزير السياحة اللبناني إيلي ماروني كان حاضرا. قندلفت أفادت بعدم علمها بحجم فاتورة حفل "جرومبي جورميه"، و لم ترغب بالتحدث عن قائمة الطعام التي تضمنها الحفل. يقول رئيس جمعية الفنادق الأردنية ميشيل نزّال: "تعد هذه المناسبات هامة جداً للأردن"، لما لها من أثر على إنعاش السياحة. وتمنّى نزال على كلا الطرفين: المطاعم و القائمين على "جرومبي جورميه"، بأن يبدي كل منهما "تعاوناً وتفاهماً بصورة أفضل مما حدث". رئيس لجنة التقييم ومستشار الحفل عدنان حبّو، أشار إلى أن المعمول به عالميا في قطاع تقييم المطاعم هو "تولّي مؤسسات غير تابعة لا لجمعيات مهنية ولا لمؤسسات حكومية أمر التقييم"، بغية الوصول إلى نتائج "حيادية ومستقلة وموضوعية"، بحسبه. يؤكد حبّو أن من يتولون أمر التقييم هم من "ذوي خبرات ممتدة لأكثر من عشر سنوات في هذا المجال"، وبأنهم "يتّبعون معايير موحدة تراعي محاور ثلاثة: مصلحة المجتمع، وصاحب المنشأة، والمستهلك". يشير حبّو إلى أن هوية المقيّمين "تبقى طي الكتمان،كي يكون الحكم أكثر موضوعية، وكي لا يتحسّب أصحاب المطاعم للزيارة، وبالتالي يصدر عن مطاعمهم حكم غير دقيق"، واصفا المقيّمين بـ" النقاد"، وليس "المفتّشين"، مشددا على أن جوانب النقد شمل "النواحي الإيجابية والسلبية". ويفسر حبّو الانتقادات الموجهة للحدث هذا العام، ببحث البعض عن الجوانب السلبية دون النظر للنواحي الإيجابية فيه. |
|
|||||||||||||