العدد 64 - كاتب / قارئ
 

بعد مضي أكثر من أربعة أسابيع على وفق إطلاق النار في قطاع غزة، تراجعَ الاهتمام العربي على المستوين الشعبي والرسمي بما يجري في

القطاع، بعد الحرب الوحشية التي شنتها آلة العدوان الإسرائيلية، وخلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين الأبرياء في القطاع، كان معظمهم من النساء والأطفال. في وقت الحرب، كانت التظاهرات تقوم كل يوم، في جميع محافظات المملكة، وأقيمت المهرجانات الشعبية والتجمعات الرسمية، وجرى جمع تبرعات مادية وعينية لدعم أهالي القطاع، رغم أن كثيراً منها لم يصل بسبب الإغلاق المستمر للمعابر. بعد انتهاء الحرب، تدافع العرب لتقديم التبرعات المالية لإعادة إعمار القطاع، وبدأ الجدل يشتد حول مستحق هذه الأموال، هل هو حكومة تسيير الأعمال في الضفة، أم الحكومة المقالة في غزة؟ ولم يعد أحد يهتم على المستوى الشعبي بما | يجري هناك، فعمليات إعادة الإعمار تجري ببطء شديد، وكثير من العائلات ما زالت مشردة. قامت جماعة الإخوان المسلمين بما يسمى "تنظيم عملية مؤاخاة" بين العائلات الأردنية وعائلات القطاع، واشتمل ذلك على مساعدات مالية ثابتة ومنتظمة، لتحسين أوضاع أهالي غزة المادية والمعيشية، وبدأ العمل على تنفيذ هذا المشروع، وما زال مستمراً ويؤتي ثماراً طيبة. المطلوب من جميع من هتفوا لغزة وفلسطين أيام الحرب، أن يستكملوا تضامنهم، وأن يترجموا الأحاسيس المشتركة مع الأهل هناك، من خلال تضامن فعلي يتمثل بالمساعدات المادية والمعنوية أيضاً، فالغزّيون في أمسّ الحاجة إلى التضامن جميع أنواعه، حتى لا يكون تضامننا ويقظتنا، في أوقات الحروب فقط، في حين نهدأ ونتكاسل، وقت السلام والراحة.

سلمى أحمد

انحسار الاهتمام بقطاع غزة
 
19-Feb-2009
 
العدد 64