العدد 64 - احتباس حراري
 

إطفاء النور في الغرفة، للتخفيف من استهلاك الطاقة، يمثل مساهمتك للحدّ من التغيرات المناخية، لكن هل خطر لك أن خفْض كمية اللحوم التي تتناولها، يسهم أيضاًً في الحد من هذه التغيرات؟

هذا ما يقوله تقرير صادر عن الأمم المتحدة، ربطَ بين الاستهلاك المفرط للّحوم عالمياً، ودمار البيئة. ارتفاع درجة حرارة الأرض، والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، وإزالة الغابات، وهدر الأراضي، وتلوث المياه والهواء، وهي كلها من أخطر المشاكل البيئية في عصرنا، مرتبطة بشكل أو بآخر بأكل اللحوم.

هذا ما جعل كثيراً من المنظمات البيئية في العالم، ومنها: جمعية أودوبون في الولايات المتحدة ونادي سييرا، إلى إقامة الصلة بين تناول اللحوم والكوارث البيئية. وفقاً لمنظمة حماية البيئة الأميركي، فإن الأميركي إذا أسقط وجبة دجاج واحدة فقط في الأسبوع، واستعاض عنها بوجبة نباتية، فإن هذا من شأنه تخفيض الانبعاثات بالنسبة نفسها في حال سحبنا من الطريق نصف مليون سيارة. تربية الحيوانات تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي اللازمة لزراعة محاصيل تُستخدم لتغذية الحيوانات، والعلماء في معهد ) )Smithsonian يقولون إن ما يعادل مساحة سبعة ملاعب كرة قدم يجري تجريفها كل دقيقة في الولايات المتحدة، لتوفير مجال أكبر لحيوانات المزارع، كما أن أكثر من 260 مليون هكتار من الغابات قُطعت لتتحول إلى مزارع حبوب لإطعام الحيوانات. في جميع أنحاء العالم، يؤدي الرعي المفرط إلى انقراض أنواع أصلية من النباتات والحيوانات، وانجراف التربة | والتصحر.

الولايات المتحدة ليست الوحيدة في ذلك، فالعالم كله يشهد شهية متزايدة لأكل اللحوم، إذ تم تجريف مساحات ضخمة من أراضي الغابات الإستوائية في البرازيل وغابات الصنوبر القديمة في الصين. على مستوى الغذاء، فإن الحيوانات تأكل كميات كبيرة من الحبوب، ولا تنتج في المقابل سوى كميات قليلة من اللحوم. 16 رطلاً من الحبوب تنتج رطلاً واحداً من اللحم. وقطعان الماشية في العالم تستهلك مجتمعةً كميةً كافية لإطعام ما يقارب تسعة مليارات إنسان، وهذا أكثر من عدد البشر على سطح الكوكب.

استهلاك اللحوم يستتبع استهلاكاً هائلاً للطاقة، يتمثل في الطاقة المستهلكة في عمليات زراعة الحبوب لإطعام الحيوانات، ونقلها، وطحنها، وإعادة نقلها إلى المزارع، ونقل الحيوانات وذبحها وتجهيزها من تقطيع وتبريد وتجميد وتغليف وتخزين، ومن ثم توزيعها على المتاجر. تربية الحيوانات أيضاً تستهلك كميات كبيرة من المياه، تُهدر سنوياً لري المحاصيل العلفية، وسقاية الحيوانات، وتنظيف مخلفاتها، ما يؤدي إلى ضغط على مصادر المياه، فيتم استهلاك 5000 غالون من الماء لإنتاج رطل واحد من اللحم، بينما نحتاج إلى 25 غالون من الماء لإنتاج رطل من القمح. يحدث هذا في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من بلدان العالم من الجفاف ونقص المياه، ورغم ذلك تجيّر كميات كبيرة من المياه لإنتاج اللحوم. هذا لا ينطبق فقط على الدول التي لديها وفرة في المياه. فحتى في صحاري إفريقيا والشرق الأوسط، يتم تحويل جزء كبير من الماء القليل الموجود لإنتاج اللحوم.

خفض تناول اللحوم يحد من التغيرات المناخية
 
19-Feb-2009
 
العدد 64