دلال سلامة

كشفت دراسة حديثة، عن وجود رابط قوي بين الارتفاع الملحوظ في معدل موت الأشجار، وبي ن ظاهرة الاحتباس الحراري.الدراسة التي صدرت عن جامعة Northern Arizona( (، في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت في ) ،)Science journal خلال كانون الثاني/يناير 2009 ، أفادت بأن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بموت الأشجار في الغرب، حيث تضاعفت معدلات موتها في العقود الأخيرة، ورأت أن التغيرات المناخية هي عنصر أساسي في المشكلة. بيتي فولي، الأستاذة المساعدة في الجامعة، والمتخصصة في علم الغابات، قالت إن أحد عشر عالماً اشتركوا في إعداد البحث الذي استند إلى بيانات طويلة الأمد تعود إلى العشرينيات من القرن الماضي، وغطت أشجاراً في منطقة شمال غرب المحيط الهادي، كاليفورنيا، أيداهو، كولورادو، وأريزونا. |مد العلماء إلى توثيق ودراسة حوادث أخرى يمكن أن تتسبب في موت الأشجار، ومنها حشرة خنسفاء اللحاء، وحرائق الغابات، والاعتداءات عليها، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الظاهرة مرتبطة أساساً بالاحتباس الحراري.

الجوهري في كل هذا، كما تقول فولي، هو أن لدينا كل هذه البيانات التي تثبت أن الأشجار تموت بسرعة فائقة، وأن علينا أن نتخذ إجراءات كفيلة برفع درجة مقاومتها للتغيرات المناخية والجفاف. الأرز في لبنان يعاني خطراً مشابهاً، فقد أدرج الاتحاد الدولي للمحافظة على البيئة، شجرةَ الأرز اللبنانية في قائمة الأصناف المهددة بالانقراض، فهذه الشجرة التي تعدّ رمزاً وطنياً للبنان، تواجه الآن انعكاسات مدمرة لظاهرة التغير المناخي،

تشكل تهديداً حقيقياً لمصيرها. خبراء بيئة يحذّرون من الخطر. يقول منسق محمية أرز الشوف نزار هاني في تصريح لوكالة «فرانس برس « :» تشير كل الدلائل إلى أن استمرار التغير المناخي يفاقم الخطر على شجر الأرز .» الجفاف بوصفه واحداً من أبرز مظاهر التغيرات المناخية، سبب انتشاراً لحشرة الأرز المنشارية، التي يساعد ارتفاع درجة الحرارة على تكاثرها. هذه الحشرة اجتاحت محمية تنورين منذ سنوات عدة. وهي تتكاثر في العادة مرة واحدة في السنة، لكن ارتفاع درجة الحرارة يدفعها إلى التكاثر ثلاث مرات.

من ناحية أخرى، يقول الخبير في غابات البحر المتوسط فادي أسمر، إن بذور الأرز لكي تتناثر على الأرض تحتاج إلى مزيج من الأمطار والثلوج لأيام متتالية، وهي إضافة إلى ذلك تحتاج إلى مناخ بارد تنبت فيه، وأي تغيير في هذه الظروف لسنوات متتالية قد يؤدي إلى موت الأشجار.