العدد 64 - احتباس حراري
 

دلال سلامة

كشف وزير البيئة خالد الإيراني، النقاب عن خريطة طريق بيئية تهدف إلى إعادة الأنظمة البيئية في البادية إلى وضعها الطبيعي قبل العام 1990 . الإيراني، حذّر من الأخطار التي تحيق بالبادية الأردنية، نتيجة التصحر وانجراف التربة بسبب الرعي الجائر الذي ازداد أثره بعد دخول أعداد كبيرة من الحيوانات إلى الأراضي الأردنية من دول مجاورة إثر حرب الخليج الثانية.

وقال الوزير في تصريحات ل رويترز » خلال شباط/فبراير الجاري، إن هذه الخريطة التي ستنطلق في نيسان/أبريل المقبل، تتضمن 15 مشروعاً ، بهدف «حماية التنوع الحيوي في البادية الأردنية .» هذه المشاريع ستموَّل من مبلغ التعويضات الذي منحته لجنة الأمم المتحدة | للأردن للدول المجاورة للعراق التي لحقت بها أضرار بيئية جرّاء حرب الخليج الثانية 1990 . الأردن تمكن من الحصول على النصيب الأكبر من هذه التعويضات، عندما تلقى مبلغ 160.5 مليون دولار، إضافة إلى مليون و 400 ألف دولار لمعالجة مشكلة الملوحة في مياهه الجوفية. وهو مبلغ يمثل 46 في المئة من مجموع التعويضات التي رُصدت للدول المتضررة، حيث حصلت الكويت على 16 مليوناً، وإيران على 27 مليوناً، والسعودية على 147 مليوناً. الأردن الذي يشهد مشاكل بيئية، ويُعدّ واحداً من الدول العشر الأفقر في العالم في الموارد المائية، ويعاني أيضاً من التصحر الذي يعزوه علماء إلى الرعي الجائر وقطع الأشجار والزحف العمراني الذي التهم رقعة هائلة من الأراضي الصالح للزراعة، عانى جرّاء حرب الخليج من أضرار إضافية. يقول الإيراني: «ألحقت الحرب الضرر، في قطاعات البيئة والزراعة والحياة البرية والبحرية في الأردن .» كانت القوات العراقية قامت قبل انسحابها من الكويت، بإحراق 737 بئر نفط استمرت مشتعلة لمدة تسعة أشهر بعد الحرب، ما سبّب أضراراً بيئية في المنطقة، نتيجة نفث آلاف الأطنان من الدخان في الجو، تجاوزت آثارها السلبية الكويت ومنطقة الخليج العربي إلى مناطق أخرى. التلوث طالَ أيضاً الحياة النباتية والمحاصيل الزراعية في المنطقة، بسبب تكون الأمطار الحامضية. وقد تأثر التركيب الطبيعي للتربة بشدة، نتيجة ترسب ذرات النفط المتطايرة، ما أدى إلى إغلاق مسامات الطبقة السطحية، ومن ثم منع التهوية عنها، ومنع نفاذ المياه إليها. كل هذا أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي في المنطقة.

مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية، عمر الرافعي، قال إن المشاريع المقررة ستعمل على تجميع مياه الأمطار، وتحسين المراعي لإعادة التوازن البيئي، الأمر الذي يؤمَل منه أن يحسّن من أوضاع ما يزيد على ستة في المئة من سكان البادية

خريطة طريقة لحماية التنوع الحيوي
 
19-Feb-2009
 
العدد 64