العدد 64 - علوم وتكنولوجيا
 

عدي الريماوي

يسعى كثيرون للحصول على الجسم الأمثل، وتتعدد المحاولات، بدءاً من القيام بالحميات الغذائية المختلفة، وليس انتهاء بزيارة النادي الرياضي ) )GYM بشكل منتظم. وهناك من يمارس إحدى الرياضات، مثل الركض أو السباحة بشكل فردي، أملاً في الوصول إلى جسم متناسق، وتجنّب الترهل، وبخاصة التخلص من الكابوس الأكبر: «الكرش .»

الحديث عن الحميات الغذائية يطول، ويختلف مضمونه بحسب العمر والجنس ونوعية العمل. في الأردن، انتشرت مراكز تنظيم الحمية في الفترة

الأخيرة، وبخاصة في مناطق عمّان الغربية، مثل عبدون والروابي، وغدت تجارةً رابحة للمتخصصين في هذا المجال.

يؤكد الخبراء على الفوائد المختلفة للتمارين الرياضية، ويقولون إنها تزيد من فعالية عمل القلب وتُنشّط الدورة الدموية، وتزيد اللياقة البدنية وتناسق

العضلات، وتُحسّن عملية الهضم والنوم، كما تزيد من قدرة الرئتين على الاستفادة من الأكسجين، وتقلل من الوزن الزائد، وتساعد على تقليل الكولسترول. من أهم تعليمات ممارسة التمارين، اختيار المكان الواسع المناسب، والملبس المريح، ويفضَّل الملابس القطنية، وعدم ممارسة التمارين بعد تناول الطعام مباشرة، ولزوم استشارة الطبيب إذا تجاوز العمر 40 سنة، والتدرب يومياً، ولو تم التقليل من الوقت المخصص للتمارين، وممارسة التمارين بروح جدّية ومرحة وبتركيز ذهني، ويفضَّل مع بعض الأصدقاء،

ووجوب التعب والتعرُّق، ولزوم أخذ نفَس عميق بين كل تمرين وآخر، على مبدأ «لا ألم لا مكسب No Pain No( » .)Gain تعدّ رياضة الركض من أفضل التمارين الرياضية. من أشهر فوائد هذه الرياضة تقوية القلب، والتغلب على الكآبة، والنوم المريح، وتنظيم ضغط الدم، وتقليل نسبة الكولسترول، وتقليل الوزن، وتنظيم عمل الجهاز الهضمي، وزيادة أنسجة العظام، وتنشيط الدورة الدموية. ومن الضروري قبل المبادرة بالركض، إحماء الجسم لمدة خمس دقائق، بالقيام ببعض الحركات السويدية. الركض مفيد في تحسين النشاطات الفكرية. إذ يزيد من سرعة حركة الدم في العروق والشرايين، وبالتالي وصول دم وأكسجين أكثر إلى الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة نشاطات الدماغ. كما أن نشاط الدورة الدموية يعني نقلَ أكسجين أكثر من الرئتين إلى بقية أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى تنشيطها. على الشخص الرياضي أن يمارس الركض في الهواء الطلق، بعيداً عن المناطق ذات الجو الملوث، ومن الضروري استنشاق الهواء من الأنف عند مزاولة التمارين أو الركض، وعلى المرء أن لا يبادر بالاستراحة بعد ممارسة الركض فجأة، فهذا يضر بالصحة . أما السباحة، فهي من أشهر التمارين الرياضية، ولكنها من أصعبها أيضاً، وهي تناسب جميع الأعمار، فهي تصلح للأطفال والشباب، وأيضاً للنساء وحتى الحوامل منهن. السباحة تساعد الحامل على بناء عضلات الكتفين والبطن، حيث تكون الحامل في حاجة لبناء هذه العضلات لمرحلة الحمل المتقدمة، كما أنها تساعد على تخفيف الآلام المصاحبة للحمل، وتجنّب المرأة أي ارتفاع في الضغط أو السكّري أثناء الحمل. لهذا ينصح الخبراء الحامل بالسباحة، وبخاصة في الأشهر الأولى والوسطى من الحمل، مع التأكيد أن تكون الحركات خفيفة وبعيدة عن العنف.

للسباحة أيضاً فضل كبير على المسنّين، كونها تجدد الدورة الدموية، وتخفف كثيراً من آلام المفاصل، وتزيد من مرونتها وحيويتها، وتساعد على تقوية عضلة القلب، مما يحسن من أدائه لإيصال الدم لبقية أجزاء الجسم، كما تزيد من نسبة وصول الأكسجين للعضلات.

تشير الكثير من البحوث الصحية والرياضية على أن ممارسة السباحة لمدة نصف ساعة يومياً، تخفّض من ضغط الدم، وتقوّي القلب، وتقلّل من معدل الكولسترول في الدم، كما تزيد من كفاءة الدورة الدموية. وممارستها لمدة ساعة تحرق ما بين 250 و 500 سعراً حرارياً، حسب قوة السباحة وسرعتها، لذلك تعدّ هذه الرياضة من أفضل الرياضات لتخفيض الوزن، وهي أيضاً مفيدة جداً في التخلص من الضغوط النفسية، واسترخاء الجسم والعقل، ورفع الروح المعنوية للإنسان.

التمارين الرياضية تنشط الدورة الدموية
 
19-Feb-2009
 
العدد 64