العدد 64 - حتى باب الدار
 

كان في البداية مجرد خبر محلي بثته «عمون نيوز »، لكنه سرعان ما تحول إلى خبر جذاب تناقلته أكثر من وكالة أنباء عربية وعالمية. فقد قام مواطنون في الرمثا بإلباس حمار رداء أحمر اللون، وذلك على سبيل التهكم والاحتجاج بمناسبة «عيد الحب » الواقع في الرابع عشر من

شباط. غير أن الحادثة تستحث للتساؤل عن سر هذا الصنف من التهكم القاسي بعض الشيء.

إنه باختصار أمر يميز التهكم في الرمثا، هذه المدينة الحدودية الساخرة بامتياز، فالناس هناك لا يميلون إلى النكات الكلامية العادية من نوع: )واحد قال للثاني...( ويفضلون عليها النكات التي تتخذ صيغة حوادث أو حكايات «مشغولة »، يبذلون فيها جهداً ووقتاً ومالاً في بعض الأحيان.

بل إن جزءاً من القصص التي يتداولها أهل الرمثا عن تأسيس مدينتهم، يحوي قدراً من هذا الصنف من الطرائف التي دفع الناس ثمنها، فقد أورد الباحث نواف السريحين أن مجموعة من الناس كانوا يقطنون في قرية الشجرة إلى الشمال من الرمثا، وحدث أنهم زوجوا إحدى بناتهم إلى رجل كبير السن في قرية «طفس » السورية، لكنها هربت وعادت إلى أهلها مما دفع أهلها وأقاربهم إلى ترك ديارهم، والرحيل إلى منطقة الرمثا،

وأسهموا في تأسيس القرية الجديدة. كما روى الباحث أن مجموعة أخرى كانت تسكن في قرية علعال غرب اربد، فقام احدهم بقتل فرس تعود إلى أحد شيوخ تلك القرية، لأنه رفض تزويجه ابنته، ولما كُشِف أمره اضطر للهروب مع أقاربه إلى الرمثا ليسهموا في إعادة تأسيسها.

السخرية والتهكم في الرمثا.. متعوب عليها
 
19-Feb-2009
 
العدد 64