العدد 64 - حتى باب الدار
 

ومن فكاهات العمل السياسي في الخمسينيات أن أحد وجهاء البلد، وكان متعاوناً مع الأجهزة الأمنية، قام بالتبليغ عن عدد من الحزبيين الذين كانوا يخفون بعض الأسلحة في بيوتهم، وكانوا من عشيرة أخرى غير التي ينتمي اليها الوجيه، فما كان منهم الا أن وضعوا سلاحاً في بيت أحد أقرباء الوجيه، لأنهم يعرفون أنه سيتوسط له، وتقتضي التقاليد أن يتم التوسط للجميع، وهو ما حدث بالضبط،وتم الإفراج عنهم بمعية قريب الوجيه. وفي حادثة أخرى، وعندما أُعتقل عشرات المواطنين من أبناء المدينة بسبب أحداث حلف بغداد في أحد السجون في المفرق، قاموا بالإضراب عن الطعام، وبعد مفاوضات اشترطوا أن يكون فك الإضراب «على مناسف »، وهو ما كان لهم فعلاً. وفي الفترة نفسها عندما اندفع عدة مئات من أهل الرمثا العام 1955 نحو الأراضي السورية تأييدا للموقف السوري من حلف بغداد استقبلهم المسؤولون هناك، لكنهم احتاروا في التصرف مع مئات من الناس اخترقوا الحدود لغايات التأييد، وبعد اتصالات مع العاصمة دمشق، تم شكر الناس وطلب منهم العودة مع السماح لمن يرغب بأن

يكون لاجئاً سياسياً، فسجل حوالي ستين شخصاً أنفسهم كلاجئين، غير أنهم عادوا مع الآخرين.. ويروى في الحادثة نفسها أن بعض الصحفيين قدم إلى المكان للاستفسار عن الوضع في الأردن، فاختاروا شخصاً للتحدث نظراً لكبر حجمه، ولما سألوه أجابهم: «اسكتوا.. طَعّة وقايمة ». وقد تحول هذا التصريح الصحفي الخاص إلى ما يشبه المثل أو الحكمة في المدينة بعدئذ.

فكاهات في السياسة
 
19-Feb-2009
 
العدد 64