العدد 64 - حتى باب الدار
 

الأردنيون صالوا وجالوا في موضوع النخوة، وأجروا عليها كافة العمليات الذهنية وصولاً إلى التجريد abstraction ، وقد كان مجرد ذكر بعض العبارات أو الكلمات كافياً لإثارة نخوة سامعها. وقد خصصت مواقع وعشائر أحيانا أشخاصاً ببعض العبارات، فإذا قلت مثلا «اعيال الصباح » فأنت تنخى أهل السلط بينما إذا قلت «عيال الصْويت » فإنك تنخي أهل الرمثا وإذا قلت «أخوات موزه » فتلك عبارة النخوة الخاصة بالعبيدات، بينما ينتخى الحويطات بعبارة «أخوات صالحة » أما نصارى الفحيص فينتخون بعبارة «عيال الحصان »..وهكذا. وقد ينخى الفرد نفسه فيقول «وأنا أخو فلانه » وأغرب عبارة نخوة سمعتها هي كلمة يرددها أهل الرمثا، إذ ينخى احدهم نفسه بكلمة «دِرْهبّع » وهي، على الأغلب، مجرد نحت لغوي لا معنى له على وجه التحديد، بل يستمد دلالته من مجرد التقاء الأحرف المكونة له دون غيرها. الواقع أنه كلما زاد نفوذ الحكومة

ومؤسساتها قلّ دور النخوة، لكن نخوة الحكومة ومؤسساتها حطمت محتوى النخوة الأولى ، فالحكومة تُنْتَخى بالاستدعاء والمذكرة والعريضة والاسترحام، وعلى طالب النخوة أن يتابعها من موظف لآخر في تسلسل بيروقراطي يفسد النخوة من أصلها، وأصل النخوة إثارة الحماس والهمة وتلبية الاستجارة والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك، والعنصر الأهم هو السرعة، بينما قد تحمل «نخوتك » وتلف بها الدوائر والمؤسسات دون أن ينتخي لك «أخو حكومة .» «درهبّع، وين أخوات .. الحكومة؟ »

دِرْهَبع.. أين أخوات الحكومة؟
 
19-Feb-2009
 
العدد 64