العدد 63 - علوم وتكنولوجيا
 

مع تزايد أعداد المدخنين في العالم، وتنبُّه المجتمعات لهذه العادة الخطيرة التي تكلف مليارات الدولارات، على الدعاية والترويج لها، وعلى العلاج منها من ناحية أخرى، ظهرت منتجات كثيرة، لمساعدة المدخنين للإقلاع عن هذه العادة، لكن المنتج الحديث دمج التقنية الحديثة بالعادة السيئة القديمة.

أُطلقت «السيجارة الإلكترونية » للمرة الأولى العام 2004 في الصين، حيث تم إنتاجها، لكنها تزداد انتشاراً في الأسواق الأوروبية والأميركية، وفي العام الفائت أطلقت شركة صينية السيجارة الإلكترونية الشهيرة «كراون .»7 هذه السيجارة تعمل ببطارية قابلة للشحن، ويمكن تدخينها في جميع الأماكن المقفلة والعامة، وتشبه السيجارةَ الحقيقية من حيث الشكل والملمس، وتزود المرءَ بنكهة «النيكوتين » من خلال استطعامه وليس استنشاقه. وطولها مماثل للطول المتعارف عليه للسيجارة، وتضم كل واحدة كبسولات إعادة تعبئة «النيكوتين » على شكل فلترات صغيرة يجري تبخيرها واستنشاقها، كما تشتمل على القليل من الماء ونكهة التبغ.

تساوي كل سيجارة من «كراون »7 معدل علبتين من السجائر الحقيقية )يتم تدخينها على مراحل(، والأهم من هذا كله أن هذا الاختراع الجديد يتيح للمدخنين فرصة التدخين في الأماكن العامة، بأقل ضرر ممكن لصحتهم، وفي الوقت نفسه دون أن يضرّوا بالأشخاص المحيطين بهم أو بالبيئة، لأن السيجارة لا ينبعث منها الدخان، غير أن شكلها الأنيق ووجود ضوء خافت على طرفها يوهم المرء بأنها مشتعلة، بخاصة أنه يتذوق «النيكوتين .» السيجارة الإلكترونية متوافرة حاليا بنكهة التبغ التقليدية الثقيلة والخفيفة، ونكهة النعناع. وتقدم «كروان »7 أنواعاً أخرى من الدخان، مثل الغليون Pipe( ( الذي يعمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها السيجارة.

الموقع الرسمي للشركة، يشير إلى أن «السيجارة الإلكترونية » بديل للسيجارة التقليدية المضرة بالصحة والبيئة، وأنها غير مضرة بالصحة رغم احتوائها على « النيكوتين »، وأنها حصلت على تصديق مكتب TTB الخاص بتصنيف أنواع الكحول والتبغ، ومكتب FDA الذي يعنى بمسؤولية تصنيف المأكولات والمخدرات.

في المقابل، حذرت منظمة الصحة العالمية من هذا المنتج. تتلخص مآخذ المنظمة على صانعي السيجارة الإلكترونية )التي يروَّج لها على أساس أنها بديل لوقف التدخين(، بأن مدى فعاليتها لم يثبت علمياً، وأن السائل الكيماوي المستخدَم فيها قد يكون ساماً، وأن المروجين لها استخدموا شعار منظمة الصحة العالمية بطريقة غير شرعية. جاء في تصريحات منظمة الصحة العالمية، أن «السائل المستخدم في داخل السيجارة قد يكون ذا مستوى عال من التسمم »، وأن «من الخطأ عدّها وسيلة ناجعة للتوقف عن التدخين .» في الأردن، حذرت وزارة الصحة في كانون الثاني/ يناير 2009 من استخدام السيجارة الإلكترونية، لاحتوائها على نسب عالية من مادة «النيكوتين .» الوزارة رفضت وقتها طلباً لإحدى الشركات باستيراد هذا المنتج، وترويجه في الأردن، للمساهمة في التقليل من مستويات التدخين المرتفعة في المملكة. ومن مستخدمي هذا المنتَج رئيس الوزراء السابق فيصل الفايز، الذي قال في تصريح لـ" السجل" إنه يستخدم «السيجارة الإلكترونية » منذ ستة أشهر. «انخفض استهلاكي للسجائر من ثلاثة باكيتات يومياً إلى ثمان سجائر.. أدخن سيجارة واحدة كل ثلاث ساعات »، يقول الفايز الذي يمارس رياضة المشي دائماً، ويضيف: «كنت أتعب بعد ممارستي الرياضة في السابق، لكن الحال تغيرت الآن، شهيتي أصبحت أحسن، وحاسة الشم أصبحت أفضل ». يؤكد الفايز أن الأصل هو الإقلاع عن التدخين نهائياً، وينصح المدخنين باستخدام هذه التقنية للمساعدة في التخلص من هذه العادة «السيئة .» بين الحين والآخر، تصدر منتجات للمساهمة في الإقلاع عن التدخين، مثل أقراص «النيكوتين ،» التي توضع تحت اللسان لمنع المدخن من العودة إلى التدخين، أو العلكة )اللبان( التي تحتوي على نسب قليلة من التدخين، ويتم مضغها ليأخذ المدخن «جرعته » من التدخين، أما «لصقة النيكوتين » التي يلصقها المدخن على يده، فهي تحتوي على «جيل نيكوتيني » يتم امتصاصه من خلال الجلد ببطء، وتُستخدم على مدار 16 ساعة، وتشغل المدخن عن التدخين الطبيعي، وهناك أيضاً «سبراي » يتم إدخاله إلى الأنف، ويتم استنشاق كميات قليلة من «النيكوتين » عبره. تتعدد المحاولات والمنتجات التي تهدف لمساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة، لكن تبقى إرادة المدخن ورغبته في التوقف عن التدخين هي الأساس، لأنه يضر بصحته وماله وحياته.

السيجارة الإلكترونية: يستخدمها فيصل الفايز وسيلة مبتكرة للإقلاع عن التدخين
 
12-Feb-2009
 
العدد 63