العدد 63 - احتباس حراري
 

«علينا أن نعيد النظر في العلاقة بين الغذاء والماء والبيئة، إذا أردنا التعامل مع قضية ندرة المياه .» هذه العبارة ل باسكوال ستيدوتو ،»

رئيس وحدة تنمية وإدارة المياه في منظمة الأغذية والزراعة العالمية )الفاو(، شكّلت المحور الذي دارت حوله المناقشات في الاجتماع الذي احتضنته روما في الفترة من 21 - 23 كانون الثاني/يناير 2009 ، بهدف مواصلة المفاوضات بشأن خطة عمل عالمية للتكيف مع التغيرات المناخية التي تؤثر في كيفية إدارة الموارد المائية العذبة في البلدان.

هذا الاجتماع الذي حضرته وفود من أكثر من 60 دولة، أحد الاستعدادات للمنتدى العالمي الخامس للمياه، الذي سيعقد في أسطنبول في الفترة من 16 - 22 آذار/مارس المقبل. المياه المهددة من جهات عدة، يظل التهديد الأعظم لها من البشر. يقول الألماني «غير برغكامب »، المدير العام لمجلس المياه العالمي: «إن البشر الذين يعتمدون على الماء لبقائهم على قيد الحياة، هم في الحقيقة أسوأ عدو له .» بحسب «برغكامب »، تتطلب التنمية | الصناعية المزيد من المياه، كما يخفض تلوث البحيرات والأنهار والخزانات تحت الأرض إمدادات المياه النظيفة، إضافة إلى تغير المناخ وأثره في نقص المياه. وفق تقارير لمنظمة )الفاو(، تستهلك الزراعة نحو 90 في المئة من المياه العذبة في العالم، وهي بالتالي المستهلك الأكبر للمياه في العالم، علماً أن ما مقداره 2000 إلى 5000 لتر من المياه تكفي لزراعة طعام يكفي لشخص واحد في اليوم، بحسب «ألكسندر مولر ،» المدير المساعد في «الفاو .» «مولر »، يرى أن عدد سكان العالم سيرتفع من نحو ستة مليارات ونصف

المليار إلى أكثر من تسعة مليارات العام 2050 ، ما يشكل تحدياً كبيراً للعالم في مجال الزراعة، لإنتاج المزيد من الغذاء لإطعام سكان العالم الذين يتزايدون، في حين تتناقص موارد المياه، ما يعني أن تنافساً أكبر سيكون على موارد المياه الشحيحة. لأن الزراعة تستهلك نسبة كبيرة من

مياه الشرب في العالم، فإن زيادة إنتاجية المياه في الزراعة، من المحتمل أن تقود إلى توفير كميات منها لتكون متاحة لاستخدامات أخرى. بمعنى أن خفض الغلّة الزراعية بما مقداره 1 في المئة، يمكنه أن يؤدي إلى توفير ما مقداره 10 في المئة من المياه زيادةً لاستخدامه في قطاعات أخرى. خلال أزمة الغذاء الأخيرة، عانت دول كثيرة من جفاف أثّر في إنتاج الغذاء. يقول علماء إن موجات الجفاف ستكون أكثر تواتراً في بلدان تعاني أصلاً من ندرة المياه، ذلك أن أحواض النهر الكبرى، أنهار غير قابلة لاستنزاف المزيد من المياه منها. بما في ذلك مناطق إنتاج الغذاء المهمة حول نهر كولورادو في الولايات المتحدة، نهر إندوس في جنوب آسيا، والنهر الأصفر في الصين، ونهر الأردن في الشرق الأوسط، ودلتا النيل في إفريقيا، ونهر موراي دارلينج في أستراليا.

قيمة اجتماع كهذا، تتجلى في تأكيده أن الإدارة المستدامة للمياه في العالم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن الغذائي العالمي. هذا التعاون بين «الفاو » والمجلس العالمي للمياه، يعني الدمج الكامل لقضية الزراعة في مناقشة السياسات العالمية المتعلقة بالمياه.

ندرة المياه: تحد يواجه العالم
 
12-Feb-2009
 
العدد 63