العدد 63 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
تفاءل العالم كثيرا بوصول باراك حسين أوباما إلى سدّة الحكم في البيت الأبيض، بعدما استفحل الجنون الأميركي لسنوات ثمان، كنّ عجافا على العالم أجمع، وعلى العالمين العربي والإسلامي بخاصة. فقد استنفدتهن الإدارة الأميركية في حروب استباقية، ودفاع مستميت مستشرس عن أعتى قوة عسكرية وهمجية في الشرق الأوسط، فجلبت رعايتها لإسرائيل المزيد من الكره والمقت والحقد، ليكون على أوباما وحده وزر الإرث الكبير المُفترض تحمّله، وعلاج ما أمكن من التشوهات والتجلّطات التي تركتها الحقبة البوشية له. ظلت أميركا تتصرف كشرطي وزعيمة على العالم، وتركت لإسرائيل العنان للتصرف وتأديب العرب، فاستفردت بلبنان، وهجمت على الشعب الفلسطيني غير مرّة، وطحنت ما أمكنها الوصول إليه، لتزيد من مآسيه في كل مرة مأساة جديدة، غير مستفيدة من درسها القاسي مع المقاومة اللبنانية، لتخوض مع المقاومة الفلسطينية حربا أخرى غير متكافئة لا في العدة ولا في العتاد، فكان سلاح المقاومة الذي أرهق إسرائيل بضعة من صواريخ الكاتيوشا وكثيراً من العزيمة، ليثبت الفلسطينيون للعالم وللإسرائيليين أنهم شعب لا يُباد، وأنهم خُلِقوا ليُقاوموا ويلقّنوا العالم درسا في الصمود والبقاء، وأنهم لن يخضعوا مهما تهوّدت أراضيهم وأُخضِعت للاستيطان وقذارات الاحتلال. ماذا بقي لإسرائيل إلا أن تدرك أن خيارها الوحيد بعد كل هذا الفشل الكبير في تركيع إرادة الشعب الفلسطيني، وتهجيره، وفرض شروط الاستسلام والاستعباد عليه، أن تجلس إلى طاولة المفاوضات، والقبول بإقامة الدولة الفلسطينية، لإنهاء الصراع الدامي في الشرق الأوسط. عمار الجنيدي |
|
|||||||||||||