العدد 63 - كاتب / قارئ
 

شهدت البلاد في الأيام القليلة الماضية، منخفضاً جوياً صاحبه هطول الكثير من أمطار الخير. يأتي هذا الخير بعد فترة طويلة من الانتظار، توَّجها صلاة الاستسقاء قبل أسبوعين في جميع مساجد المملكة. وقبل يومين كانت كميات الأمطار الكبيرة، تنذر بتشكل سيول، فكان وميض البرق لا يتوقف، وصوت الرعد جزءاً من مساء ذلك اليوم، وكانت كميات الأمطار التي اختلفت من منطقة إلى أخرى في عمّان، تنبئ بموسم زراعي جيد، بعد تزايد المخاوف من جفاف في فصل الصيف، جراء انحباس الأمطار.

رغم أننا الآن في منتصف شباط/فبراير، إلا أن كميات المياه في السدود تعدّ قليلة، وما زلنا نتمنى الكثير من الليالي المباركة مثل تلك الليلة، وأن نشهد مثل ذلك الهطول المستمر للأمطار، حتى تمتلئ سدودنا، لنتمكن من ري مزروعاتنا، وسقاية أراضينا، وعدم الخوف من أزمة مياه تطال الأردن في الصيف.

| لانحباس المطر عن الناس أسباب كثيرة، فيرجعه المختصون والعلماء إلى ظواهر علمية، مثل: الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغير مناخ المنطقة بشكل عام، في حين يُرجعه بعض رجال الدين والعلماء إلى انتشار "المعاصي"، والابتعاد عن الدين، وأن انحباس المطر هو "غضب من الله"، في حين يعدّ التقلب المناخي، واختلاف الظروف الجوية، من أكثر الأسباب إقناعاً وقرباً للتفسير العلمي.

لا بد من البحث عن طرق لتوفير المياه، واستغلال أفضل للمياه الجوفية، والآبار الارتوازية، حتى لا يقع الأردن ضحية لجفاف موحش في فصل الصيف، الذي نشهد فيه الكثير من المشاكل، فلا تنقصنا فيه مشكلة المياه، فالماء هو سر الحياة، كما يذكر القرآن الكريم: "وخلقنا من الماء كل شيء حي".

جمال الشريف

أول الغيث قطرة
 
12-Feb-2009
 
العدد 63