العدد 63 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
تبادل الناس بعض النكات خلال الحصار على شكل رسائل خلوية منا واحدة تقول: «رغم الرواتب المنسية والعيدية الملغية وغلاء الخرفان البلدية والكهرباء المطفية، حنعيّد ع الشمعة المصرية، كل عام وأنتم بخير »، ورسالة أخرى ترد عليها تقول: «كل عام وجرتكو مليانة غاز، وبابوركو طافح كاز، وكهربتكو جاية 3 فاز، وحجاجكوا رايحين الحجاز .» وأخرى تقول: «الله يجعل الكهرباء ما تفارق دارك، والغاز يملي جرارك .» أما بعد الحرب، فقد انتشرت بعض النكات، ومنها تلك التي تدور حول واقعة أعلنتها كتائب القسام، وهي أن الجيش الإسرائيلي يزود جنوده بالحفاظات لاستخدامها عند الإقامة الطويلة داخل الدبابات، خشية الخروج منها، والتعرض لنيران المقاومة. بمجرد إعلان الخبر سارع الكثيرون إلى تحويله إلى سيل من النكات والرسائل الخلوية المتهكمة، ومنها مثلاً «خبر مصرع جندي بنيران صديقة بعد أن انفجرت حفاظته » ووجه بعضهم تحيات «لقوات البامبرز الخاصة » ومنها أن «بيريز يحرّم على جنود الاحتلال ارتداء حفاظات من نوع أولمرت 2، وذلك بعد تسرب معلومات من داخلها .» وانتشر نداء على بعض المواقع يقول: «شاركونا النكات على جيش البامبرز .» ورد عليه مشارك آخر: «طيب كيف عرفوا مكان الجندي اللي حاولت تختطفوا القسام؟! عرفوه من ريحته! .» «عرض خاص لجنود الاحتلال.. اشتر حفاظة واحصل على الأخرى مجاناً.. والحفاظة اللي بتسرب يمكن إرجاعها »، ونشر آخر ساخراً «ارتفاع أسهم شركة بامبرز في البورصة العالمية .» من اللافت أن محتوى النكتة تغير ايجابياً ليس فقط داخل غزة، ففي موقع لنادي مهندسين في الإسكندرية، نشر خبر نقلاً عن صحيفة «يديعوت أحرنوت »، حول وجود حسناوات ظهرن إلى جانب الجنود، وساعدنهم على القتال، وأرشدنهم إلى مواقع مقاتلي حماس، وأن الحاخام الأكبر أكد أن راحيل كانت تقف إلى جانب الجنود. لكن اللافت أن التعليقات التي نشرت على الخبر جميعها كانت في غاية التهكم، ليس فقط بسبب القناعات الدينية بل أيضاً لما تحمله الرواية من دلالات سياسية متهاوية. أخيراً ماذا يعني أن يسخر الإنسان من عدوه؟. منذ القدم كان الإنسان قبل أن يخرج لصيد طريدته يرسمها على جدران كهفه بصورة مضحكة، لقد كان يسخر من عدوه قبل أن يخرج إلى مطاردته. المقاومات في فلسطين ولبنان مكنت العرب من السخرية من عدوهم. |
|
|||||||||||||