عدي الريماوي

تسعى الكاتبة مريم نعوم إلى تصوير فيلم عن قصة فتاة مسيحية تنال الطلاق، لكن الكنيسة لا تعترف بهذا الطلاق، وترفض، بالتالي، التصريح لها بالزواج مرة أخرى. تنجب المرأة طفلا من شخص أحبته من دون زواج. ولكن نعوم اصطدمت بإنذار قضائي يطالب بتدخل محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، بصفته رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية، لمنع تصوير هذا الفيلم باعتباره مسيئا للمسيحية.

الإنذار الذي تقدم به المحامي والناشط الحقوقي المصري نبيل غبريال، شمل، إلى جانب بطلي الفيلم الفنانين إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي، وكاتبته مريم نعوم، والرقابة على المصنفات الفنية، الشيخ طنطاوي أيضا، فقد طالبهم جميعا بوقف تصوير وعرض الفيلم الذي حمل عنوان: " 1 /صفر". وقال غبريال "إن الفيلم يتعرض لسر من أسرار الكنيسة السبعة وهو الزواج، وبالتالي لا يجوز أن تتعرض الأعمال الفنية لأسرار أي عقيدة، فلا يجوز لي كمسيحي مثلا، أن أطالب بأن يتزوج المسلم 5 نساء علما بأن الشريعة الإسلامية لا تسمح له بأكثر من أربع زوجات". وأضاف أن "الفيلم يتضمن تحريضا واضحا من القائمين عليه على ازدراء قانون من القوانين الكنسية، وركنا أساسيا من أركان العقيدة المسيحية، ويدعو أيضاً إلى مخالفة قوانين المجمع المقدس الذي أصدر بدوره تعديلا للائحة 1938 ، ألغى بموجبه أسباب الطلاق واختصرها في سببين فقط، وهما إثبات الزنا للزوج أو للزوجة، والسبب الثاني تغيير الملة". مريم نعوم، مؤلفة الفيلم، قالت في تصريحات لصحيفة روز اليوسف "أتصور أن الملف الأهم يتمثل في طلاق الأقباط ومحاولاتهم الحصول على تصاريح للزواج، فالأزمة عند الأقباط لا تتوقف عند حد الصعوبات التي تواجههم عندما يقررون الحصول على الطلاق، إنما تشمل الصعوبات الحصول على تصاريح تسمح بالزواج مرة أخرى". وأضافت "أنا لا أقدم قضية دينية، وإنما قضية مدنية اجتماعية، ولأننا في مجتمع يخلط الأوراق بين ما هو ديني وما هو مدني، فقد أصبحنا نراها قضية دينية. القضية ببساطة، هي قضية رجال ونساء مسيحيين يجدون صعوبات في الحصول على تصاريح من أجل الزواج، وقد استعنت أثناء الكتابة برجل دين مسيحي وبمحام لمعرفة التفاصيل القانونية والدينية ".

وقد سبق لمجمع البحوث الإسلامية أن قضى بمنع توزيع كتب وأعمال درامية تتطرق إلى شؤون دينية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يطلب منه التدخل في عمل درامي يخص الشأن الديني المسيحي الذي هو من اختصاص الكنيسة القبطية.