العدد 62 - رزنامه | ||||||||||||||
بأنامل الأطفال التي تتلمس طريقها للإبداع، أُنجزت مسرحية «قرية الختايرة » وفق فن «خيال الظل » الذي حظي بحضور كبير في التراث العربي. «خيال الظل » من أقدم الفنون القائمة على فلسفة استخدام الظل على أنه يحمل صفات الإنسان نفسه، ويعكس مرآته الداخلية. وهو يعتمد على استخدام مصدر ضوئي وشاشة بيضاء، حيث تسقط على هذه الشاشة ظلالُ الدمى المصممة، أو الشخوص الحقيقية بزيّها المميز، لتظهر أمام المشاهد كأخْيِلة. المسرحية التي أعد نصها وأخرجها وصمم أزياءها أطفال ضمن ورشة مسرح خيال الظل التي نظمها متحف الأطفال بإشراف الفنان محمود الحوراني، تروي قصة قرية يسيطر عليها مختار، تواجه أزمة مالية، فيحاول المختار إجبار الشبان على العمل المتواصل لساعات طويلة، أما كبار السن فيقوم بنفيهم خارج القرية معتقداً أن لا حاجة لهم، ما يؤدي إلى تراجع المحاصيل الزراعية وخراب معظمها، لغياب رؤية كبار السن الذين يمتلكون التجربة العميقة والحكمة. يسمع حاكمُ المدينة التي تقع القرية ضمن حدودها بما فعله المختار، فيقرر معاقبته، ويأمر بإحضاره، ويطرح عليه لغزاً يمنحه خمسة أيام لحلّه، وإلا قَتله. يقول اللغز: «ما هو الشيء الذي لك، بينما يستعمله الناس أكثر منك .» يجتهد المختار في البحث عن حل اللغز، لكن د ون فائدة، إلى أن تأتي إليه امرأة كبيرة السن وتخبره بالحل الصحيح: «الاسم ». يدرك المختار الخطأ الذي ارتكبه بطرد كبار السن من القرية، ويأمر بإعادتهم إلى بيوتهم مكرّمين. هكذا تنتهي القصة، بانتصار الحق، وهزيمة الباطل، وهي من أبرز الرسائل والمضامين التي اشتُهر بها هذا الفن. تنوعت الحركات الأدائية التمثيلية التي صممها الأطفال في مجموعات على خشبة المسرح، محوّلين الأدوات البسيطة إلى مفردات ساحرة تفتح الباب لابتكاراتهم وإبداعاتهم، وتتيح لهم الشعور بالتمكّن والقيادة واستكشاف جماليات المسرح. شارك في إنجاز المسرحية 30 طفلاً تراوح أعمارهم بين 8 أعوام و 15 عاماً، وهذه هي الورشة الثانية التي يعقدها المتحف خلال عام، حيث حققت الورشة الأولى نجاحاً كبيراً عندما عرضت مسرحية «التمساح الذي أكل الشمس .» مديرة المتحف نسرين حرم، أكدت لـ"السجل" أن المتحف يعمل على اقتراح الأنشطة ووضع البرامج بعناية، لتطوير قدرات الأطفال الفكرية، ومنحهم الفرصة للتعبير الحر عن أنفسهم. تقول حرم: «الورشة إحدى خطواتنا البنّاءة للمضي قدماً نحو تحقيق الأهداف بإكساب أطفالنا الخبرات العملية وصقل مواهبهم .» كان المتحف نظم معرضاً فنياً اشتمل على لوحات إبداعية لأكثر من 350 طفلاً من أنحاء المملكة. افتُتح المعرض بإطلاق مزاد صامت على لوحات مختارة تم التبرع بريعها لدعم أطفال غزة. كشف المعرض بما احتواه من لوحات، عن إنجازات تراكمية لفنون صنعها الأطفال خلال برامج المتحف المختلفة، مستخدمين وسائل فنية متنوعة للتعبير عن نظرتهم إلى العالم من حولهم، من مثل: اللوحات، الجداريات، الرسوم والصور المتحركة. كما شاركت في المعرض لوحات لأطفال من مركز نازك الحريري للتعليم الخاص، الذين عبّروا عن أنفسهم من خلال الفن. المتحف الذي افتتح العام 2007 ، في إطار ترجمة رؤى الملكة رانيا العبد الله الهادفة لضمان رفاهية الأطفال وتعليمهم وتنميتهم، يقدم برامج تعليمية خلاّقة وأنشطة ديناميكية تجعل منه بيئة مثيرة يجري التعليم فيها يداً بيد مع الاستمتاع. إضافة إلى أنه مكان يُتاح للأطفال فيه أن يتلمّسوا ويختبروا ويبتكروا ويتفاعلوا بيُسر مع بيئتهم، ومع بعضهم بعضاً. يهدف المتحف بحسب مديرته، إلى تنمية القدرات التعليمة لدى الأطفال، وإثارة فضولهم وتزويدهم بمهارات أساسية لا تسعفهم آنياً فقط، بل تساعدهم في المستقبل، بتشجيعهم على التساؤل والتجريب والرصد واختراع النظريات. |
|
|||||||||||||