العدد 62 - اعلامي | ||||||||||||||
تغطية اليوميات ووسائل الإعلام، لحادثة انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، من مؤتمر دافوس الاقتصادي، احتجاجاً على عدم منحه حق الرد على مداخلة الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في المنتدى، اختلف من وسيلة إعلامية لأخرى.ففي الوقت الذي بثت فيه اليوميات ونشرات الأخبار المختلفة والتلفزيون الأردني، والمواقع الإلكترونية الخبر وفق ما ورد عبر وكالات الأنباء، ظهر التباين في طريقة تناول خبر الانسحاب وعرضه وتقديمه والتعليق عليه في اليوميات: أفردت يومية «العرب اليوم » الخبر على صدر صفحاتها الأولى، ونشرت كاريكاتيراً بريشة الزميل ناصر الجعفري، حول الحادثة ظهر فيه رئيس الوزراء التركي وهو يسكب الماء على مؤخرة الرئيس الإسرائيلي. فيما ظهرت في يومية «الرأي » مقالة مترجمة عن صحيفة «معاريف » الإسرائيلية بعنوان «يحطم الأواني » جاء فيها: «... محاولات تركيا لوضع قدم في الباب لتكون شريكاً ذا وزن في الطبخة الجديدة الناشئة في غزة لم تنجح .»وجاء في المقالة أيضاً «إرسال قوات تركية إلى محور فيلادلفيا، كما هو مخطط في اتفاق تفاهم مستقبلي يمنح أنقرة شراكة على الأرض، ولكن ليس المكانة التي هي من نصيب القاهرة كصانعة سلام. وهكذا، عندما يلتقي الإحباط بانعدام الوسيلة، وكلاهما معاً يلفهما إحساس بالذنب، يحصل ما حصل لكل طفل في الروضة يحاول استعادة كبريائه السليب بعد أن يكون ألقي به من ساحة اللعب: سيشد الشعر أو يتلفظ بالكلمات التي تغضب المربية. أردوغان اتخذ الخيار الثالث: حطم الأواني ولا يريد اللعب .» وكان أردوغان انسحب من منتدى دافوس | الخميس 29 كانون الثاني/يناير إثر مداخلة للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس دافع فيها عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، فحاول أردوغان الرد على بيريس لكن الصحفي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه مراراً، فما كان منه إلا أن انسحب من منتدى دافوس غاضباً. أخذ رئيس الوزراء التركي على الصحفي الأميركي ديفيد أيغناشيوس، من «واشنطن بوست » الذي كان يدير اللقاء أنه لم يعطه سوى 12 دقيقة للكلام مقابل 25 دقيقة لبيريس. لم يرد في يومية «الرأي » خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين 30 - 31 من كانون الثاني/ يناير، أي تعليق من لدن كتابها حول الحادث، بخلاف اليوميات الثلاث الأخرى.. «العرب اليوم » و «الدستور » و «الغد .» يومية «العرب اليوم » بجوار الرسم الكاريكاتيري كتب رئيس تحريرها الزميل طاهر العدوان، السبت 31 كانون الثاني/يناير مقالة بعنوان: «أردوغان، نجاد، شافيز، موراليس » قال فيه: «ما الذي يجمع هؤلاء الزعماء، باختلاف أوطانهم ومشاربهم، على مهاجمة إسرائيل وتوجيه أقسى عبارات النقد لقادتها .» يجيب العدوان عن سؤاله السابق بالقول: «رائحة اللحم المحروق لأطفال غزة المشوي بالفسفور الأبيض ملأت الهواء، بينما أدلة الجريمة لم تعد في يد شرطي دولي فاسد إنما هي ملك البشر بالصوت والصورة .» وكتب نائب رئيس تحرير الصحيفة الزميل محمد كعوش، وفي اليوم نفسه مقالة بعنوان «الطيب »، ذهب فيه مذهب العدوان. يومية «الدستور » تماثلت مع زميلاتها في منح مساحة واسعة لخبر انسحاب أردوغان، بيد أنها سجلت أكبر حضور لكتابها في التعليق على الحادث، فقد كتب حوله ثلاثة صحفيين من مشارب سياسية مختلفة هم: باسم سكجها، وإبراهيم العبسي، وياسر الزعاترة. وكتب العبسي بعنوان «أردوغان.. الموقف والإرادة » جاء فيه: «توّج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مواقفه الرافضة للعدوان الصهيوني على غزة بخطاب احتجاجي غاضب لا تنقصه الجرأة والرجولة، يعكس حجم الإرادة السياسية التي اختطها هذا الرجل أثناء العدوان وبعده ». وكتب سكجها بعنوان «شاعر وفارس وبطل .»يومية «الغد » تعاملت مع الحدث بمستوى زميلاتها من خلال تسليط الضوء عليه، وكتب جميل النمري مقالة يوم 31 كانون الثاني/يناير جاء عنوانه مقتبساً من مقولة شهيرة لأنطون سعادة، بعنوان «الحياة وقفة عز » جاء فيه: «أردوغان وشافيز وموراليس هم أبطال العرب الجدد. ليس لديهم مصالح أو ارتباطات محددة تلزمهم بهكذا مواقف سوى مبدأ الانحياز مع الشعوب المستضعفة والمظلومة في وجه الاستعمار والغطرسة والعدوان، إنها وقفات عزّ واعتزاز وطني وإنساني .» يظهر أن النمري والعدوان تلاقيا في مدح ثلاثة زعماء، واختلفوا على واحد، وهو أحمدي نجاد، إذ أثنى العدوان على مواقفه فيما لم يذكر في مقال النمري. |
|
|||||||||||||