العدد 62 - اعلامي | ||||||||||||||
أوفدت يوميتا «الدستور » و «الغد » تباعاً موفدين صحفيين إلى غزة للوقوف على آثار العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القطاع طيلة 22 يوماً. واستقبلت الصحيفتان مواد صحفية بالكلمة والصورة الفوتوغرافية من قلب الحدث عن آثار العدوان ومخلفاته، مع تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية للسكان هناك، فضلاً عن مقابلات حصرية مطولة مع قيادات محلية. لم ترسل صحيفتا «الرأي » و «العرب اليوم » صحفيين إلى القطاع، رغم أن صحيفة «الرأي » سبق لها أن أرسلت موفداً خاصاً لتغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006 . تقول مصادر مطلعة في هيئة تحرير الصحيفتين «لكل هيئة تحرير طريقة معينة في نقل الحدث »، وهذا أدى إلى الاكتفاء بما يرد عبر وكالات الأنباء. يومية «الدستور » بادرت بإرسال صحفي ومصور للقطاع، فانتدبت للمهمة الزميل عمر محارمة، والمصور محمود شوكت، في مهمة استمرت 6 أيام داخل القطاع. أما يومية «الغد » فقد انتدبت الزميل ماجد توبة، والمصور محمد أبو غوش في مهمة استمرت 3 أيام، بيد أن «الدستور » أرسلت وفدها الصحفي قبل أربعة أيام من وفد «الغد .» بعد عودتهم الى عمان تحدث الزملاء توبة ومحارمة وأبو غوش لـ"السجل"عن مشاهداتهم في القطاع، وأبرز المعوقات التي واجهتهم منذ مغادرتهم عمان، وعودتهم إليها. يقول محارمة «إن الدستور كانت أول يومية عربية مكتوبة تصل إلى القطاع »، موضحاً أن رحلة الذهاب تمت من عمّان إلى القاهرة، ثم العريش، فرفح المصرية، وبعد ذلك الانتظار عند المعبر لأكثر من ست ساعات تم الدخول. ويضيف قائلاً: «ما تنقله وسائل الإعلام | المختلفة يعتبر ربع ما حصل في القطاع. حجم الدمار كبير، والمعاناة الإنسانية لا توصف.في كل زاوية وحارة هناك قصة إخبارية يمكن تناولها .» يعتقد موفد «الدستور » أن تجربته في تغطية آثار العدوان على غزة «فرصة صحفية نادراً ما تتكرر »، ويعتبر أن التجربة كانت «مفيدة وإيجابية له على الصعيد المهني ،» إضافة لاطلاعه على حجم الدمار الذي خلفته «آلة البطش الإسرائيلية » بأم العين. يروي المحارمة مشاهداته لـ"السجل" قائلاً: «دخلنا أحياء لم نصدق أنها كانت مسكونة من قبل، وهي أقرب لمناطق مر عليها أكثر من زلزال مدمر عصف بها عن بكرة أبيها .» الزميل ماجد توبة سرد لـ"السجل" العديد من المشاهدات التي تحدث عنها المحارمة، وأبرز الحالات الإنسانية التي شاهدها في القطاع. توبة بيّن أن السفارة الأردنية في القاهرة سلمتهم كتاب «تسهيل مهمة صحفية »، وأن المركز الإعلامي المصري، ساعد في تسهيل مهمتهم أيضاً، وصولاً إلى معبر رفح. مشاهدات الدمار والقصص الإنسانية لا يمكن حصرها يقول توبة، فضلاً عن حالة البؤس والخوف والترقب الذي يعيشه الغزيون. ينقل على لسان مواطن قوله إن الليل بالنسبة لأهالي القطاع كان أثناء العدوان «جحيماً لا يطاق »، ويتحدث عن عائلات فُقدت بالكامل، إضافة لعائلات أخرى وزعت أبناءها على بيوت مختلفة خوفاً من أن تذهب قذيفة بالعائلة بالكامل. يقول توبة: «حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني بين فتح وحماس كانت ظاهرة أثناء الحوار مع المواطنين، الذين كانوا يبدون قدراً عالِياً من الحذر عند الحديث عن الحكومة المقالة »، ويورد أن أحد المعلمين طلب إليه عدم كتابة اسمه الصريح، أثناء تعليقه على «أزمة أسطوانات الغاز التي يشهدها القطاع .» ينقل عن أهالي القطاع رفضهم «استمرار الشقاق بين فتح وحماس على هذا الشكل ،» وإنهم يجنحون «للوحدة مع الضفة الغربية بشكل واضح، سواء من خلال تصرفاتهم أو تصريحاتهم .» وحول تعاون الحكومة المقالة مع الصحفيين يقول توبه، إنها سهلت المهمات الصحفية في نقل مخلفات العدوان، وكانت تبدي قسطاً عالياً من المساعدة والإيجابية، بيد أنه يستدرك بالقول إن الموضوع الداخلي كان للكثيرين «خطاً أحمر »، لا يتم الاقتراب منه كثيراً أو التصريح به. المصور الصحفي محمد أبو غوش، يتفق مع زملائه على حجم الدمار الذي حلّ بالقطاع جراء العدوان، ويقول لـ" السجل" :الفنادق مهجورة، ولم يتم تشغيلها إلا لاستقبال الصحفيين والوفود التضامنية ومنظمات الإغاثة المختلفة .» ويقول إن الهم الرئيسي لأهالي القطاع هو إنهاء حالة الصراع بين السلطة الوطنية وحماس، وإنه لمس في أكثر من حادثة ميلاً من قبل السكان هناك للوحدة وإنهاء الخلافات الداخلية، وإعادة الوحدة الوطنية باعتبار أنها وسيلة افتراق وليس وسيلة اقتراب. وفد «الدستور » و «الغد » عاد إلى عمان ويحمل كل منهما مشاهدات وتسجيلات عن آثار العدوان، قالا إن الحديث والكلام والتعبير قد لا يكون كافياً لتصوير حجم الدمار والمعاناة الإنسانية للأهالي هناك، ويعتقدان أن الصورة والكاميرا التلفزيونية والمكتوبة تقف عاجزة أمام هول ما حدث، ولا يمكنها تصوير المآسي التي تحدث بها الناس. |
|
|||||||||||||