العدد 62 - دولي | ||||||||||||||
صلاح حزين التعاطف الكبير الذي حظي به الشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، يذكر بما شهدته أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدا في العام 1987 ، حين اندلعت الانتفاضة الأولى مستقطبة تعاطفا دوليا غير مسبوق حتى ذلك الحين. وكان من قبيل السخرية السوداء أن التعاطف مع الفلسطينيين في الحالتين جاء بسبب درجة العنف المنطلق من أي عقال، الذي استخدمته آلة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في صورة خاصة. وكانت درجة العنف تلك هي التي أذهلت العديد من مثقفي الغرب، بمن فيهم مثقفون يهود، فأدلوا بتصريحات ووقعوا بيانات تندد بالعنف الإسرائيلي، وتعلن عن دهشة هؤلاء المثقفين من الصورة الجديدة التي رسمتها لإسرائيل طائرات تدك بيوت المدنيين الآمنين، وتلقي بقنابلها الفوسفورية الحارقة على ملاذاتهم التي اعتقدوا أنها آمنة. دانييل بارنبويم، أحد أبرز الموسيقيين العالميين، إلى جانب كونه من واحدا من أهم قادة الفرق الموسيقية في العالم، ارتبط بصداقة وثيقة مع المفكر الراحل إدوارد سعيد الذي كانت الموسيقى الكلاسيكية أحد حقول اهتمامه. ثمرة هذه الصداقة كانت تشكيل فرقة موسيقية تحمل اسم الديوان الشرقي يشارك فيها موسيقيون من الأطفال والشبان من العرب واليهود، انطلاقا من أن فكرة آمنا بها، وهي أنه لا بد للشعبين من العيش معا بسلام. هذه الفكرة، كانت نقطة انطلاق بارنبويم في توجيه دعوة لعدد من المثقفين العرب والعالميين، بمن فيهم يهود، نشرها في العدد الأخير من مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس، حملت عنوان "الرجاء الإصغاء، قبل أن يفوت الأوان". جاء في الوثيقة أنه على مدى الأعوام الأربعين الماضية، أثبت التاريخ أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن حله بالقوة، وأنه آن الأوان لبذل كل جهد ممكن من أجل إيجاد حل يقوم على تجنيب المنطقة الخوف والمعاناة، ويعترف بالظلم الذي وقع، ويقود إلى توفير الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء؛ يحتاج إلى مبادرة تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية، من أجل ضمان حقوق متساوية وحفظ الكرامة لجميع الأطراف، ولضمان حق كل فرد في طي صفحة الماضي والنزوع نحو المستقبل. وبادر بارنبويم إلى جمع تواقيع بعض أبرز المثقفين في العالم على هذه الوثيقة. ومن بين من وقعوا عليها أدباء عرب من بينهم: أدونيس، وإيتيل، عدنان، صلاح ستيتية، علاء الأسواني، جمال الغيطاني، إدوارد خراط، الطاهر بن جلون، سميح القاسم، أمين معلوف، عيسى مخلوف، عبد اللطيف اللعبي وحنان الشيخ. كما كان بين الموقعين أدباء حصلوا على جائزة نوبل مثل جان ماري لوكليزيو وأورهان باموك وألفريدا ينيلك، وجي إم كويتزي ونادين غورديمر وغونتر غراس وولي سوينكا. وهناك أدباء لا يقلون شهرة مثل راس |
|
|||||||||||||