العدد 60 - استهلاكي | ||||||||||||||
في الوقت الذي عانت فيه قطاعات اقتصادية تجارية من إحجام عن الشراء، نتيجة الانشغال بمتابعة ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية في قطاع غزة، شهدت محال صيانة الحاسوب و«الساتلايت» نشاطا خلال الأسبوعين الأخيرين، وبخاصة صيانة أجهزة اللواقط وإعادة البرمجة لاستقبال الإشارات من الأقمار الاصطناعية، لمتابعة المحطات الفضائية التي تنقل الأحداث، إلى جانب صيانة أجهزة الكمبيوتر لديمومة الاتصال عبر الإنترنت، ومتابعة الأخبار المقروءة والمرئية والسمعية. بفضل تقنيات المعلوماتية لم تعد المعرفة حكرا على أحد، فقد أصبح بإمكان الكثيرين تشاطرها والاستفادة منها في العديد من دول العالم. والأردن مثال عل ذلك، إذ انتشرت فيه لواقط الأقمار الاصطناعية والحواسيب، لتتبع التطورات، ومواكبة ما يجري عالميا. مسعود أبو ستة، موظف حكومي، يؤكد أن تجربته مع الأحداث السابقة، مثل الحرب على العراق خلال العام 2003، دفعته لشراء لاقط جديد يمكّنه من مشاهدة القنوات الأجنبية، لأنها «كانت تنقل الأحداث بشكل أوسع من القنوات العربية»، بحسب قوله. في استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية في العام 2008، حول الديمقراطية في الأردن، أجاب ما نسبته 95 في المئة من المستطلعة آراؤهم أنهم يمتلكون جهاز «ستالايت» صالح للاستعمال، مقابل 5 في المئة أفادوا بأنهم لا يمتلكون جهاز ستالايت صالح للاستعمال، بينما كانت تلك النسبة في استطلاع آخر في العام 2002 نحو 50 في المئة، وارتفعت إلى 81 في المئة في العام 2006. سمير القطناني، صاحب محل لبيع أجهزة «الساتلايت»، يقول إن الإقبال على شراء الأجهزة كان ضمن المستوى الطبيعي، ويؤكد أن هنالك زيادة في عمليات الصيانة وتحديث أجهزة «الرسيفرات»، لأن المشاهدين وفق ما يرى، ينفد صبرهم إذا ما حدثت أعطال في أجهزتهم خلال الفترة التي تزامنت مع الاعتداءات الإسرائيلية، وبعكس ذلك فإن كثيرا من المستهلكين كانوا يتحلّون بالصبر لإصلاح أجهزتهم في الأوقات العادية. لواقط الأقمار الاصطناعية انتشرت في الأردن بشكل سريع عقب العام 1998، بحسب القطناني. الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة تبين أن 98.6 في المئة من الأسر يمتلكون جهاز تلفاز. الاستطلاع أفاد أن 73.3 و81.1 و81.3 في المئة بالترتيب، وعلى التوالي، يعتمدون على التلفاز كمصدر ثقة بخصوص خبر سياسي محلي، وعربي، ودولي. يلاحَظ أن اللواقط منتشرة في كل المناطق، الراقية والشعبية على السواء؛ إذ ليس هناك فئة ذات ثقافة معينة أو مستوى علمي أو اجتماعي أو مادي معين تهتم دون غيرها بشراء «الستالايت». التسهيلات والبيع بالتقسيط، والمنافسة القوية بين الشركات المنتجة والبائعة، أتاحت حصول عدد كبير من المستهلكين على هذا الجهاز، بعد أن كان هذا متعذراً عليهم سابقاً. عاملون في القطاع يقدّرون عدد اللواقط المباعة منذ بداية العام 2001 بأكثر من 100 ألف لاقط فضائي، في عمّان وحدها، وربما يكون الرقم أعلى كثيرا من ذلك، فمن المتعذر رصد جميع الأجهزة المباعة، بسبب اختلاف مصادر الحصول عليها، وتنوعها. إلى ذلك، تطورت أدوات الاتصال في الأردن بشكل كبير، مع اتجاه معظم المستهلكين إلى استخدام الحاسوب كأداة لمتابعة ما يحدث حول العالم، ولم تعد القنوات الفضائية تحتكر بث الأخبار، فهنالك المواقع الإلكترونية التي تبث الأخبار مرفقةً بمشاهدات صورية. خالد الزرو، صاحب محل لصيانة الحاسوب، أكد أنه انشغل خلال الأسبوعين الأخيرين بصيانة وإصلاح أعداد كبيرة من أجهزة الحاسوب، منها ما كان يحتاج لإعادة تنصيب البرامج، أو كان يعاني من خلل في التشغيل. الزرو قال إن عددا من المستهلكين الذين تعامل مع أجهزتهم، طلبوا منه زيادة سعة الذاكرة، ليتمكنوا من مشاهدة لقطات من مشاهد الدمار والقتل لم توردها القنوات الفضائية، وكانت مغيبة لأسباب ذات صلة بالبعد الإنساني. مسح استخدام تكنولوجيا المعلومات الذي نفذته دائرة الإحصاءات خلال العام الماضي، بين أن 39 في المئة من الأسر يتوافر لديها حاسب آلي، وقد زادت هذه النسبة، بحسب الإحصاءات، مقارنة بالعام 2007 بحوالي أربع نقاط مئوية. الاستخدام الأكبر للإنترنت، بحسب المسح، هو للحصول على المعلومات (64 في المئة)، والأقل لشراء أو بيع البضائع والخدمات، بنسبة 3.5 في المئة. كما أن الاستخدام الأكثر للحاسوب هو للأغراض الشخصية (بنسبة 77.4 في المئة)، والأقل لأغراض العمل (15.8 في المئة)، وانخفضت نسبة الأفراد الذين استخدموا الحاسوب خلال 12 شهراً السابقة للعمل والتعليم والتدريب، في الوقت الذي ارتفعت فيه بالنسبة للاستعمال الشخصي، مما يشير إلى اتساع دور الحواسيب في مطالعة المواقع الإخبارية، ومواكبة جديدها. تشير البيانات إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الأفراد ممن يستخدمون الإنترنت، وأعمارهم 5 سنوات فأكثر، بصرف النظر عن المكان والوقت بين العامين 2007 و2008، من 15.6 إلى 21.6 في المئة على التوالي، ومعظمهم من الذكور، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الأسر التي لديها خط إنترنت (ADSL) بحوالي 29 نقطة مئوية عن العام 2007، وهي الوسيلة الأكثر استخداما للاتصال بالإنترنت مقارنة بالعام السابق، حيث كانت البطاقات المدفوعة مسبقا الأكثر انتشارا. الزرو يرى أن ارتفاع تكاليف استخدام الإنترنت حدّ من انتشاره بشكل أسرع، وهو ما بينته نتائج المسح، حيث إن الكلفة العالية هي السبب الرئيسي لعدم استخدام الإنترنت في المنازل، وبخاصة في المناطق الريفية، مع تراجع هذه النسبة عن العام 2007 بحوالي ثلاث نقاط مئوية. |
|
|||||||||||||