العدد 60 - احتباس حراري | ||||||||||||||
أصدر البنك الدولي تقريرا أوضح فيه أن غزة الآن على شفا كارثة بيئية. المدينة التي تعرضت لعدوان إسرائيلي استمر ما يزيد على ثلاثة أسابيع، أصبحت الآن مهددة بالغرق في مياه الصرف الصحي. جدران بحيرة عملاقة لتجميع مياه الصرف الصحي، مهددة بالانهيار، بسبب القصف المركّز. تقرير البنك يقول إن الجدران الأرضية للبحيرة التي تبلغ مساحتها 75 هكتارا، وتحوي 450 مليونا من الفضلات البشرية، قد ضعفت بسبب القنابل الإسرائيلية، وتراكم ضغط المياه، نتيجة توقف المضخات التي تنقل الفضلات من البحيرة إلى محطة المعالجة، عن العمل، لنقص الوقود. التقرير ينبه إلى أن انهيار جدران البحيرة سيُغرق في مياه الصرف الصحي عشرة آلاف شخص من سكان المناطق المحيطة، الأمر الذي سيقود إلى كارثة بيئية، ويؤدي إلى سقوط قتلى أكثر بكثير من الذين سقطوا بفعل العمليات العسكرية. البنك دعا إسرائيل إلى «توفير الوقود للمضخات، والسماح بمرور الموظفين وقطع الغيار اللازمة للتشغيل، وإعلان المنطقة المحيطة بها منطقة خالية من إطلاق النار». كان أحد الجدران انهار فعلا في آذار/مارس 2007، إبان الاقتتال الداخلي بين «حماس» و«فتح»، واجتاحت مياه الصرف الصحي ما يقارب 300 منزل من منازل قرية أم النصر البدوية شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وتشريد مئات الأسر في المنطقة. قبل العدوان الإسرائيلي تصاعدت حدة تصريحات تحذّر سكان القطاع من تلوث مياه البحر نتيجة ضخّ مياه الصرف الصحي فيه، بعد توقف محطات المعالجة عن العمل. وزارة الصحة الفلسطينية أصدرت بيانات تحذر المواطنين من النزول إلى البحر، بسبب مخاطر الإصابة بالأمراض الجلدية، بعد أن كشفت دراسات أن نسبة كبيرة من مرتادي الشواطئ أصيبوا بأمراض جرثومية. الأستاذ في قسم البيئة وعلوم الأرض بالجامعة الإسلامية في غزة، سمير عفيفي، حذر في تصريحات لـ«الجزيرة نت» من الانعكاسات الخطيرة لتلوث مياه البحر على صحة المواطنين والثروة السمكية. عفيفي الذي نبّه إلى أن نوعية الجراثيم الموجودة في المياه العادمة يمكنها البقاء حية في المياه المالحة ولفترات طويلة، كان أشار إلى دراسات أثبتت وجود تلوث ميكروبيولوجي في مياه البحر بسبب ضخ مياه الصرف الصحي. وقال إن الخطر لم يقتصر على المياه فقط، بل ثبت وجود مستويات عالية من التلوث في رمال الشواطئ القريبة من مصبات المياه العادمة في البحر. خطر المياه العادمة على غزة ليس جديدا، فقبل ثمانية أعوام كشف وزير البيئة الفلسطيني آنذاك يوسف أبو صفية، النقاب عن أن إسرائيل بدأت في أوائل آذار/مارس 2001 بضخ كميات كبيرة من المياه العادمة إلى الجزء الشرقي من وادي غزة، وهي كميات قدرت بـ30 ألف متر مكعب يومياً. أبو صفية لفت وقتها إلى أن خبراء بيئة قاموا بفحص عينات من المياه في تلك المنطقة، وأن النتائج أثبتت تدني نسبة الأكسجين المذاب فيها، الأمر الذي يؤكد تلوثها بمواد عضوية ناتجة عن الصرف الصحي. |
|
|||||||||||||