العدد 59 - رزنامه | ||||||||||||||
السّجل - خاص تنوعت التجارب التي تضمنها معرض «لأجل غزة» المقام على غاليري زارا للفنون، وتعددت أجيال الفنانين المشاركين وبلدانهم والتقنيات التي استخدموها، وبدا أن لا رابط يجمع الفنانين ولوحاتهم سوى الرغبة في إعلان تضامنهم مع غزة باللون والفرشاة، ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصَر في ظل العدوان الجاري عليه، حيث سيذهب ريع المعرض لدعم أهل غزة. يشارك بالمعرض فنانون أردنيون هم: خالد خريس، أحمد نعواش، عصام طنطاوي، عمر البلبيسي، يوسف البداوي، علي ماهر، هاني علقم، بدر محاسنة، أنيس المعاني، وسماح حجاوي. كما يُعرض عدد من أعمال فنانين عرب هم: جان مارك نحاس (لبنان)، فتحي عفيفي (مصر)، حسين المحسن (السعودية)، متعب أنزو ومنيف عجاج ومطيع مراد عمران يونس (سوريا)، محمد الحوجري ورائد عيسى (فلسطين). يقدم خالد خريس أعمالاً تجريدية تكشف عن تجربة ثرية خصبة، حيث تتداخل الرموز الخطية العفوية التي تتكامل جمالياً، وبخاصة أن الفنان يعتمد طبقات لونية متراكمة. بينما تحضر في لوحات نعواش الأجساد المشظية والمفككة التي يتداخل فيها البشري بالحيواني، وقد يستبدل نعواش بارودة أو سكين أو علم فلسطين بعضوٍ من الجسد، بما يشير إلى فعل مقاومة الاحتلال، والصمود في وجه العدوان. الجسد عند محاسنة يكتسب لون المعدن وصلابته، لذا يعتمد الفنان توليفة لونية من البنّي وتدرجاته، بما يُظهر سطح اللوحة وكأنه تعرض لعوامل تعرية من تآكل وصدأ، تشفّ عن التكوين البشري دون أن تُبرز أيّاً من ملامحه وتفاصيله الخاصة. فيما تعمد لوحات مطيع مراد إلى تصوير الحالات الإنسانية المختلفة من غضب وحزن وخوف، من خلال ملامح الوجه وباعتماد اللونين الأبيض والأسود. أما الشكل الإنساني في أعمال المحسن التجريدية، فهو منجَز من خطوط دقيقة وألوان شفافة توفر حالة من التوتر البصري نتيجة اعتماده على أشكال مصغرة تتوالد من شكل أكبر. يمتلك اللون في أعمال طنطاوي حضوراً تجريدياً قوياً، بينما ينأى عن الخط والشكل الهندسي والإضاءة لصالح مزج لوني مبهر. الخط المغيب في لوحات طنطاوي يحضر بقوة في لوحات البلبيسي الحروفية الملتبسة التي تروم إبراز جماليات الحرف العربي، مستغلّةً أبعاده التشكيلية والتجريدية الجمالية التي تظهر كذلك في أعمال كل من أنيس المعاني وسماح حجاوي وعلي ماهر. يستوحي يوسف البداوي موضوع لوحاته من واقع حياة الناس اليومية، فيصور تفاصيلَ منها بألوان نقية تتداخل معها ألوان حارة لتضيء اللوحة بأسلوب قريب من المدرسة الانطباعية، كذلك يستمد علقم عوالم لوحاته من نبض الإيقاع اليومي لحياة وسط عمّان بشوارعها ومقاهيها وساحاتها. أما تفاصيل المعيش فتظهر عند يونس باختياره لحظة معينة تفصل بين حالتين متنافرتين بصرياً. أعمال جان مارك نحاس تؤشر على واقع كابوسي يصوّر مأساة الإنسان في ظل دائرة من الحروب المتواصلة، واللوحة عنده تخلو إلا من بعض رموز باللونين الأبيض والأسود. حالة الخوف والقلق التي يشعر بها المشاهد للوحات مارك تتجلى كذلك في لوحات فتحي عفيفي التي تسخر بمرارة من واقع الحروب ضمن دائرة لونية قاتمة. فيما يعمد أنزو على الأبيض والأسود لإبراز حالة وجدانية روحانية في أعماله، تؤشر تجربة عجاج عن خوف من المجهول، إذ تتسيد اللوحةَ أشكالٌ مغبشة، حُددت بلون غامق، أما عيسى فيُعلي في لوحاته من حضور الخطوط الصريحة والألوان المحددة للشكل المستمد من الموروث، مضيفاً إليه أبعاداً دلالية وجمالية. بينما يرسم الحواجري ابنُ فلسطين، معاناة شعبه تحت الاحتلال، من خلال ما يرمز له شكل الدائرة من عبثية لا نهائية. |
|
|||||||||||||