العدد 59 - حتى باب الدار
 

(1)

يشكو كثيرون من «هذا الصمت العربي»، وهم بالطبع يقصدون الصمت الرسمي العربي، وفي الواقع ما أن يبدأ أي من الرسميين العرب بالكلام، حتى يسارع الشاكون أنفسهم من الصمت بالشكوى من «هذا الكلام العربي».

من الواضح أن الشاكين لا يطلبون الكلام، بل يطلبون أن يكون الكلام على هواهم.

مساكين الحكام العرب، فهم مطالبون بتوفير حرية الرأي لكل الناس، لكنهم لا يتمكنون من ممارسة هذه الحرية لأنفسهم، فالناس يريدون أن يكون الحكام أبواقاً للشعوب.

(2)

في الأيام الماضية كان هناك كثير من الكلام.

عموماً ليس الكلام متشابهاً ولا متساوياً، فهناك كلام «مدفوع رده» بمقابل كلام «هو وقلته واحد».

والكلام قد يكون مثل «فت الليرات» أو «عد المصاري»، لكنه قد يكون أشبه بـ«قرط الصوان» لثقله، وبعض الكلام «يمشي» على الكبير والصغير، وبعضه «تسمعه من هنا وتطيره من هنا».

بعضهم يتكلم فـ«ينفخنا» بكلامه، وبعضهم كلامه «يعبأ الرأس»، وهناك أشخاص إذا تكلم أحدهم، فإن «كلمته تهز هزاً»، وآخرون مهما تكلموا، فإن كلامهم ليس أكثر من «فسـ.. نسر».

(3)

أن تطعم أحداً جوزاً فارغاً، أمر لا يخلو من فائدة، فأنت في هذه الحالة تجري تمريناً على مقدرة الأسنان على الكسر.

في الوقت نفسه، وحتى يكون إطعام الشخص جوزاً ممتلئاً أفضل من إطعامه جوزاً فارغاً، يتعين مسبقاً التحقق من أنه يحب الجوز، كما يتعين التحقق من وضعه الصحي، فربما كان يعاني من زيادة الكولسترول، وهذا يعني أن إطعامه جوزاً ممتلئاً غنياً بالزيت سيشكل ضرراً على صحته.

في إطعام الآخرين جوزاً فارغاً
 
15-Jan-2009
 
العدد 59