العدد 59 - اعلامي | ||||||||||||||
صعّدت نقابة الصحفيين من انتقادها لاتحاد الصحفيين العرب، لما اعتبرته «تراخي الاتحاد عن إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وعدم الاستجابة لعقد مؤتمر طارئ»، وفق نقيب الصحفيين عبدالوهاب زغيلات. يعتقد زغيلات أن اتحاد الصحفيين «جامل الموقف الرسمي المصري في رؤيته حول العدوان» وماطل في الاستجابة للاتصالات المتلاحقة، التي أجراها مع الأمين العام للاتحاد مكرم سيد أحمد، والرئيس إبراهيم نافع، في إصدار بيان شديد اللهجة بشأن العدوان، والدعوة لمؤتمر طارئ لاتحاد الصحفيين. يرى نقيب الصحفيين الأردنيين أن الصحفيين العرب وفي ظل الهجمة التي تعرض لها قطاع غزة من قبل آلة البطش الصهيونية في أمس الحاجة لعقد مؤتمر طارئ لاتحادهم، للاتفاق على آلية لمواجهة العدوان إعلامياً، والتعامل مع المصطلحات التي تخرج عن الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء العربية بالشكل المناسب، وتوحيد الموقف الإعلامي العربي. موقف زغيلات تجلى خلال الاعتصام التضامني الذي نفذته نقابة الصحفيين تضامناً مع أهل غزة في مقر النقابة، واستنكاراً لتعرض الصحفيين في القطاع للاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية. يحمل زغيلات عدة خيارات مطروحة للتعامل مع ما اعتبره «تفرداً» من قبل رئيس وأمين عام اتحاد الصحفيين العرب بالموقف، ومنها تجميد عضوية نقابات عربية في الاتحاد، أو سحب حق القاهرة في استضافة الأمانة العامة للاتحاد. ولهذا الغرض تسلح زغيلات بتفويض من المعتصمين في اتخاذ أي خطوات لاحقة مع نقابات صحفية عربية أخرى ضد موقف رئيس وأمين عام الاتحاد. يتحفظ نقيب الصحفيين عن البوح في ماهية الإجراءات اللاحقة التي يمكن القيام بها في ظل الخلاف المعلن، ويكتفي بالقول إن الاتصالات التي تتم الآن بين النقابات العربية من شأنها الكشف عن تحركات في عدة اتجاهات، وبخاصة أن خميرة تلك الاتصالات لم تتشكل بعد. أجرت نقابة الصحفيين خلال الأيام الماضية اتصالات مع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين، لاستمزاج إمكانية الدعوة لعقد مؤتمر طارئ للاتحاد، بيد أن موقف الأمانة العامة حول الطلب الأردني الذي قوبل بموافقة سورية وعراقية، لم يلاق رداً من قبل الأمانة الأمة وتم الاكتفاء بإصدار بيان «فضفاض»، وفق نائب رئيس نقابة الصحفيين حكمت المومني. المومني كشف عن اتصالات أجرتها نقابة الصحفيين مع نقابات نظيرة في سورية والعراق، لجهة توحيد موقفها والاتفاق على الدفع بعقد مؤتمر استثنائي، ويقول إن اتحاد الصحفيين اكتفى بإبلاغ النقابات العربية بأن كل نقابة عليها التعامل مع القضية وفق رؤيتها وقناعاتها. ويروي مراحل الاتصالات التي أجرتها نقابة الصحفيين مع قيادة اتحاد الصحفيين في القاهرة قائلاً: إن الأمانة العامة تأخرت في إصدار بيان حول أحداث غزة، وإن نقابة الصحفيين الأردنيين اتصلت، للمرة الأولى، لحث الأمانة العامة على الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي للاتحاد دون جواب، ثم عادت واتصلت مرة أخرى بلا رد، وفي المرة الثالثة أبلغت النقابة من قبل أمانة الاتحاد بأن النقابات العربية تعبر عن موقفها بالشكل الذي تراه مناسباً. يقول المومني إن نقيب الصحفيين مفوض من مجلس النقابة وأعضاء في الهيئة العامة، لإجراء الاتصالات اللازمة مع الاتحادات العربية الأخرى، وإنه في حال تم الاتفاق على شكل تصعيدي جديد سيتم وضع مجلس النقابة في صورته للتوافق عليه. الخلافات التي طفت على سطح اتحاد الصحفيين العرب التي فضل نقيب الصحفيين الإعلان عنها للهيئة العامة التي حضرت للاعتصام التضامني الذي دعت إليه النقابة، بدأت تأخذ بُعداً تصعيدياً في مواقف نقابات الصحفيين بحق اتحادهم العربي، وشكلت تحالفات جديدة في تركيبة الاتحاد. المومني، يشدّد على أهمية أن يكون لاتحاد الصحفيين موقف موحد حول العديد من القضايا المتعلقة بالشأن الإعلامي العربي، مشيراً إلى أن القضية لا تنحصر في الاتفاق على توحيد الكلمات والمصطلحات والتفريق بين الشهيد والقتيل، وإنما تتعداها الى الحديث عن ضرورة أن يكون للإعلام العربي قوة التاثير وأهمية ان ينقل نبض الشعوب لا نبض الحكومات. ربما علّق زغيلات جرس خلاف (قد) يطول في اتحاد الصحفيين العرب، ووضع خلافاً كان يدور في الكواليس بين الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب ونقابات عربية أخرى في العلن، ولعل الأيام المقبلة حبلى بالكثير من المعطيات والقرارات التي يمكن الخروج بها، في ظل تصاعد الأزمة ونقلها عبر الفضائيات ووكالات الأنباء، ولهذا، فإن الاصطفافات المقبلة هي التي ستحدد حجم قوة أطراف الجذب الرئيسية في الاتحاد. يقول صحفي ونقابي مطلع إن ما ظهر للعلن من خلافات، هي نتيجة اختناقات ولدتها انتخابات اتحاد الصحفيين العرب التي جرت قبل شهرين، وأفرزت القيادة الجديدة للاتحاد، التي تم بموجبها احتفاظ مصر برئاسة الاتحاد وأمانته العامة، مبيناً أن الموقف من غزة كان شرارة نقل الخلاف إلى العلن. أمين سر نقابة الصحفيين ماجد توبة، يرى أهمية في الدعوة لمؤتمر استثنائي للاتحاد، بعيداً عن جو الانتخابات والتحالفات بغرض البحث، بشكل معمق، في قضايا إعلامية تهم الاتحادات العربية والصحفي العربي، ومنها تعميق حرية التعبير والرأي، معتبراً أن هذا الأمر بات من الأهمية بمكان، وبخاصة في ظل تدني مستوى الحريات الصحفية في العالم العربي، وفق مؤشرات منظمات دولية كان آخرها مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود التي أظهرت السواد الأعظم من الدول العربية مقيدة لحرية التعبير. يرى توبة أنه مع الفضاءات المفتوحة وثورة التكنولوجيا، ودور الإعلام في المرحلة المقبلة، فإن الحديث وتبادل الرأي بين الإعلاميين العرب حول تلك القضايا حاجة ملحة ومطلوبة، ويعتقد أن طرح كل ما يتعلق بالإعلام العربي والخروج به من إعلام ينطق باسم حكومات الدول وأنظمتها، إلى إعلام واقعي يتحدث عن نبض الشارع العربي وتطلعات شعوب تلك الدول، يحتم التقاء نقابات الصحفيين العربية لبحث هذا الأمر. |
|
|||||||||||||