العدد 58 - اعلامي
 

استهدفت القوات الإسرائيلية المؤسسات الإعلامية الصحفية في عملياتها العسكرية العدوانية ضد قطاع غزة المستمرة منذ أسبوعين، فيما يمارس الاحتلال شتى أنواع المنع ضد الصحفيين، للحؤول دون نقلهم الحرب على القطاع بالشكل المهني السليم.

أدى استهداف إسرائيل للصحفيين إلى استشهاد المصور الصحفي «حمزة شاهين» الذي يعمل في وكالة أنباء شهاب يوم الجمعة قبل الماضية عقب إصابته بالقصف الجوي الإسرائيلي، كما تم استهداف مقر تلفزيون «الأقصى» التابع لحركة حماس، ومقر صحيفة «الرسالة».

عملية استهداف الصحفيين لاقت إدانة محلية وعربية ودولية، إذ أدانت نقابة الصحفيين الأردنيين الأمر، معتبرة أن ذلك يمثل خرقاً للقانون الدولي، كما صدرت إدانة عن مركز حرية وحماية الصحفيين. 

وقال أمين سر النقابة ماجد توبة «إن إسرائيل لا ترغب في دخول الصحفيين إلى المناطق الفلسطينية حتى لا يتمكنوا من نقل حقيقة ما يحدث من مجازر بشعة ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية يوميا بحق مواطني القطاع».

وقال مركز حرية وحماية الصحفيين «إن إسرائيل تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لأمن الصحفيين بشكل يخالف القوانين الدولية»، مطالبا المجتمع الدولي «العمل لإجبار إسرائيل على التوقف عن استهداف الإعلاميين الفلسطينيين والسماح للإعلاميين الأجانب بالدخول إلى غزة للقيام بواجبهم في تغطية الأحداث الجارية، وإجبارها على الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحماية أمن الصحفيين والإعلاميين».

وتفرض وزارة «الدفاع» الإسرائيلية حظراً على دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، رغم احتجاجات رؤساء كبريات المنظمات الإخبارية العالمية.

 وسعت إسرائيل لعزل قطاع غزة عن العالم، من خلال إبعاد وكالات الأنباء العالمية عنه ومنع دخول الصحفيين والمراسلين الأجانب اليه.

وشبهت منظمة المادة 19 المعنية بالدفاع عن حق التعبير على مستوى العالم الحظر بـأساليب المجلس العسكري البورمي، «إن الحظر على دخول الإعلام نقطة تحول قاسية أخرى في معاملة الشعب الفلسطيني، يذكرنا بالحظر الإعلامي الذي فرضته السلطات البورمية عقب ثورة الرهبان ثم من جديد عندما ضرب الإعصارالبلاد في أيار/مايو 2008».

أما منظمة «مراسلون بلا حدود» فقالت: «يجب ضمان حرية الحركة للصحفيين في جميع الأوقات. إن اختيار ما يمكن للصحافة أن تغطيه و ما يحظر تغطيتها له ليس من صلاحيات السلطات الإسرائيلية».

من جهة أخرى، طلبت جمعية الصحافة الأجنبية بتل أبيب من المحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء الحظر، مشيرة إلى أنه يمثل «ضربة خطيرة وقاضية  لحرية الصحافة وغيرها من الحقوق الأساسية وتولد شعوراً غير مريح بأن دولة إسرائيل تخفي شيئاً».

في السنوات الأخيرة، قتل وأصيب عدد من الصحفيين على يد قوات الاحتلال في أثناء تغطيتهم للصراع، منهم فاضل شناعة، المصور الفلسطيني الذي كان يعمل لحساب رويترز وقتل في نيسان/أبريل 2008.

الاحتلال يمنع المراسلين من دخول غزة وتغطية ما يحدث فيها
 
08-Jan-2009
 
العدد 58