العدد 58 - أردني
 

نهاد الجريري

من موظف يتنقل من عمل لآخر إلى «معمّر» قاعدة بيانات إلكترونية تساعد الخريجين الجدد على رصد شواغر مناسبة في بلد يُقدر معدل البطالة فيه بـ15 في المئة من مليون وربع المليون شخص.

يوسف شمعون ظل يبحث عن عمل يرضي طموحه بعد أن تخرّج من تخصص الهندسة الميكانيكية. إلا أن شيئا لم يستهوه، فاستثمر الوقت في محاولة الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. وفي العام 2006، عكف وصديق له، محمد الحاج حسن، على تأسيس موقع إلكتروني يُعنى بعرض وظائف للباحثين عن عمل. اكتمل المشروع العام 2007، وكان عنوانه أخطبوط Akhtaboot.com.

من تجربته، يقول شمعون إن الطرق التقليدية في البحث عن عمل لم تكن فعالة، فكان صعبا أن يجد المرء عملا يرضيه، وهنا يأتي دور مواقع إلكترونية مثل أخطبوط. بمجرد أن يُحمّل الباحث عن عمل سيرته الذاتية، يدخل قاعدة هائلة من البيانات تظل «دوّارة» حتى يحدث التطابق مع وظيفة يتم عرضها في الموقع نفسه وفي أي وقت من الأوقات. ولا يحتاج الباحث إلا إلى تعديل «وضعه status» ليتضح للآخرين ولقاعدة البيانات أنه لم يعد يبحث عن عمل.

يشير شمعون إلى أن الموقع يتلقى يوميا نحو 500 سيرة ذاتية من مختلف أنحاء العالم: «من الأردن ودول الخليج وحتى الولايات المتحدة»، من الراغبين في الحصول على عمل في منطقة الشرق الأوسط. ويزيد أن معدل الوظائف المعروضة في الموقع شهريا يصل 1000 وظيفة. شمعون يطمئن بالقول إنه يتم توظيف هذا الرقم شهريا.

وبالأرقام أيضا، نجد أن عدد زوار موقع إلكتروني آخر هو نادي التوظيف أو jobsclub، التابع لشركة Next يصل 9860 زائرا شهريا، فيما بلغ عدد المستخدِمين المسجلين 30 ألفا، وعدد الشركات المسجلة 1000 شركة. الموقع يطرح ما لا يقل عن 3 وظائف يوميا. إلا أن حاجة السوق المحلية من الوظائف تفوق هذا الرقم. يتضح هذا من دراسة «تقديرات الطلب على الأيدي العاملة خلال سنة 2006 من خلال إعلانات الوظائف في صحيفة الرأي» الصادرة عن مشروع المنار التابع للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، وهو موقع أردني آخر يقدم خدمات التوظيف على الإنترنت. في الدراسة التي أعدها نادر مريان وممدوح السلامات، جاء إنه في العام 2006 تم الإعلان عن 34828 فرصة عمل منها 30053 فرصة داخل الأردن بنسبة 86.3 في المئة، مقابل 4775 فرصة عمل خارج الأردن بنسبة 13.7 في المئة. ووجدت الدراسة أن الطلب داخل الأردن تركز على المهندسين وفنيي الهندسة، يليهم العاملون في مجال التسويق. أما اتجاهات الطلب خارج الأردن فتركزت كذلك على المهندسين بما يزيد على 34 في المئة من مجموع الطلب الخارجي، يليهم العاملون في الخدمات الصحية من أطباء وصيادلة وممرضين بنسبة 24.2 في المئة، ومن ثم العاملون في التسويق. أما الوظائف التي لا تحتاج إلى تدريب متخصص (مثل الحراس، والمراسلين، والسائقين) فتأتي في أسفل سلم الوظائف.

هنا، تجدر الإشارة إلى أن طبيعة الوظائف التي يتم طلبها من خلال مواقع التوظيف الإلكترونية سواء من جانب الشركة المستخدِمة أو الباحث عن عمل عادة ما تتطلب شهادات أكاديمية أو تدريبا متخصصا أو خبرة عالية.

ميس القسوس، مسؤولة التسويق في أخطبوط، تقول إن للشركات مطلق الحرية في طلب أي وظيفة ترغب فيها، بغض النظر عن حاجتها إلى الشهادات أو التدريب. إلا أن هذه الميزة لا تظهر في مواقع أخرى تتردد كثيرا في الإعلان عن وظيفة سكرتيرة مثلا ما لم تكن لشركة كبرى.

شيرين خوري، مديرة المصادر البشرية في شركة نُقل، تعتبر أن القيمة المضافة لهذه المواقع تكمن في أنها تستقطب خريجين ملمين بالإنترنت ممن لا يمضون الوقت الكافي لتصفح الإعلانات المبوبة في الصحف.

عزة دبابنة، من الموارد البشرية في شركة الاتصالات الأردنية orange، تزيد أن هذه المواقع تفيد لدى البحث عن مرشح لشغل وظيفة «صعبة» أو مستوى متقدم senior level. ذلك أن قاعدة البيانات في هذه المواقع تتضمن عددا كبيرا من الخيارات تفوق ما قد تتلقاه الشركة من طلبات في حال اعتمدت على الإعلان المبوب في موقعها الإلكتروني الخاص أو في صحيفة يومية.

وما من شك في أن البحث عن المرشح المناسب بات أسرع وأكثر فعالية من خلال هذه المواقع. إذ تقوم الشركة المعنية بالبحث ضمن قاعدة البيانات بحسب معايير لا بد من توافرها في المرشح المناسب. وبشكل محوسب تتم «فلترة» الطلبات بما يتلاءم وهذه المعايير.

في الأردن ثلاث شركات تشغل مواقع توظيف إلكترونية هي أخطبوط، ونادي التوظيف، والمنار. إلا أن الشبكة العنكبوتية باتت تزدحم بمواقع مماثلة مثل بيت bayt، ومونستر monster، التي يتركز عملها في الخليج.

يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة العمل ضمن تقريرها السنوي للعام 2007، أن نسبة البطالة في المملكة وصلت 14.3 في المئة؛ وزادت أن «الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل وعدم توافر البيانات عن فرص العمل المتوافرة» كان سببا في هذه النسبة.

مواقع إلكترونية: أساليب حديثة للبحث عن عمل
 
08-Jan-2009
 
العدد 58