«ما زالت الحكومات في أنحاء هذه المنطقة (العربية) تلجأ إلى إجراءات المضايقة والرقابة والملاحقة وفرض الغرامات المالية وعقوبات الحبس، ضد ممتهني وسائل الإعلام الإخبارية من أجل السيطرة على المعلومات، وما زال العداء نحو الإعلام المستقل والمعارض والأصوات الناقدة ينمو ويزداد، بدرجة يمكن أن يكون معها قمع هذه الأصوات قاسياً فظاً».

هكذا تحدث تيموثي بولدينغ، مدير عام مجلس إدارة الاتحاد العالمي للصحف (WAN) في معرض كلمته لافتتاح المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة، الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت في 12 و13 كانون الأول/ ديسمبر 2008.

كلمة مدير عام الاتحاد العالمي للصحف، جاءت متزامنة مع الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال الناشر الصحفي اللبناني جبران تويني، عضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للصحف.

تحدث بولدينغ بنبرة شديدة جداً عن ما عدّه «قمعاً» تمارسه أنظمة عربية بحق الصحف، وأشار إلى وسائل ما تعانيه الصحف المستقلة والصحفيون أثناء سعيهم لأداء عملهم الجوهري.

وزاد: «في معظم أرجاء المنطقة، يواجه الذين يتجرأون على البحث في إخفاقات الحكومة ومخالفاتها، ويتحدّون السياسات الخرقاء ويدعون للإصلاحات أو يعبّرون عن آراء مخالفة، يواجهون اتهامهم باقتراف جرائم السب والقذف أو الكفر أو المساس بالأمن الوطني، ويتعرضون بانتظام لأحكام بتسديد غرامات مالية ثقيلة وبالحبس لمدد طويلة».

وخاطب الحضور: «لو كان بالإمكان استحصال عزاء ما، من تنامي موجة القمع في هذه المنطقة، فلما ترددت في أن أرى فيها دليلاً على خوف متزايد في أذهان الطغاة والمستبدين، من أن رسالتكم الباعثة على الأمل والحرية تزداد زخما وقوة وتأثيراً».

ودان الاتحاد العالمي للصحف (WAN) غياب حرية الصحافة في معظم أقطار العالم العربي، ودعا الحكومات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي لوضع حد لسياساتها «القمعية» وإطلاق سراح جميع الصحفيين والمدونين ودعاة حرية التعبير السجناء.

وقال الاتحاد في بيان أصدره خلال اجتماع عقده مجلس إدارته في العاصمة اللبنانية بيروت في 15 كانون الأول/ديسمبر 2008: «إن العداء نحو الإعلام المستقل والمعارض ونحو الأصوات الناقدة عموماً بات ينذر بالخطر، وإن القادة السياسيين والدينيين والمسؤولين عن تطبيق النظام والقضاء يستخدمون آليات رقيقة أو سمجة لقمع حرية التعبير».