العدد 57 - أردني
 

حسين أبو رمّان

انفراج ملحوظ سجلته علاقات المملكة الإقليمية في العام 2008؛ المصالحة مع قطر، معاودة الاتصالات مع حركة حماس، إنجاز خطوة مهمة باتجاه تحسين العلاقات مع دمشق، واستقبال الرئيس اللبناني في عمّان. فيما سجل الملك عبدالله الثاني سابقة بكونه أول زعيم عربي يزور بغداد منذ العام 1990.

على الصعيد الداخلي، نجحت الحكومة في امتصاص حالة الاحتقان التي كانت قائمة مع جبهة العمل الإسلامي، والتي كانت بلغت ذروتها في العام 2007، ما أدى إلى انسحاب الجماعة من الانتخابات البلدية، وتوجيه التهم للسلطات بالتلاعب في الانتخابات النيابية. وعزز حالة الانفراج الداخلي علاقة «سمن على عسل مع البرلمان»، ثم مغادرة باسم عوض الله، الشخصية الإشكالية، منصبه في رئاسة الديوان الملكي بعد معركة شرسة كان طرفاها الديوان الملكي ودائرة المخابرات، التي غادر مديرها موقعه في وقت لاحق.

إضافة إلى ما سبق، فإن ما حققته الحكومة من صدقية في ملف خفض أسعار المشتقات النفطية، وفي اليقظة تجاه قضايا يشتبه فيها باستغلال المنصب الحكومي، ربما يفسر النتائج المتميزة التي حققها رئيس الوزراء نادر الذهبي، وبدرجة أقل الوزارة، في استطلاع الرأي بعد عام على تشكيل الحكومة.

وفي ما يلي محطات بارزة في مسار أحداث العام 2008:

8 كانون الثاني/يناير

سحب مشروعَي قانونين للنقابات والجمعيات

قرر رئيس الوزراء نادر الذهبي سحب مشروعَي قانوني النقابات المهنية والجمعيات الخيرية من مجلس الأمة، ووعد بتقديم مشروع بديل للجمعيات. والتزمت الحكومة فعلاً بتقديم مشروع قانون للجمعيات في الدورة الاستثنائية الأولى في حزيران/يونيو، لكن المشروع لم يكن أفضل حالا من القانون القديم رقم 33 لسنة 1966، وأسهم النواب لدى مناقشة المشروع في فرض مزيد من القيود على استقلالية الجمعيات.

تموز/يوليو

لقاءات مع حماس والإخوان المسلمين

عاود الأردن اتصالاته الأمنية المعلنة مع حركة حماس بعد قطيعة دامت تسع سنوات، وتحديدا منذ إبعاد قادة الحركة المقيمين في الأردن إلى الدوحة في العام 1999. فقد التقى مدير المخابرات العامة محمد الذهبي مع عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزّال، وتم بحث إجراء تفاهمات بين الطرفين، وعقدت لقاءات لاحقة بين الطرفين للغرض نفسه. وقد سبق اللقاءات مع حماس، لقاء مع قادة من جبهة العمل الإسلامي لتهيئة الأجواء لانفراجة في العلاقات بين الطرفين.

23 تموز/يوليو

بدران يخلف عبيدات

صدرت الإرادة الملكية بتعيين عدنان بدران، الأكاديمي ورئيس الوزراء الأسبق، رئيساً لمجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، خلفاً لرئيسه السابق أحمد عبيدات. وكان عبيدات، رئيس الوزراء الأسبق، قدّم استقالته بعد أن أستدعي لرئاسة الوزراء على خلفية بيان وقعه مع 150 شخصية يدعو لوضع حد لسياسة الخصخصة التي وصفت بأنها «أسهمت في تفكيك الدولة».

11 آب/أغسطس

الملك عبد الله الثاني في بغداد

وصل العاهل الأردني إلى بغداد في زيارة عمل قصيرة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث استقبله والوفد المرافق، نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي. وقد التقى الملك خلال زيارته رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأجرى معه محادثات تركزت على تفعيل التعاون النفطي بين البلدين وتوسيع التبادل التجاري بين بغداد وعمّان. وتعدّ هذه أول زيارة لزعيم عربي إلى العراق منذ العام 1990.

27 آب/أغسطس

وقف عطاء مشروع في العقبة

أوقف رئيس الوزراء نادر الذهبي عطاء تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير المنطقة الصناعية في سلطة العقبة، أحالته شركة بريطانية على مكتب هندسي مملوك لزوجة رئيس مفوضية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حسني أبو غيدا، بسبب وجود شبهة «مخالفة قانونية». وشكّل مجلس النواب من جهته لجنة تحقيق في هذا العطاء يوم 31 آب/أغسطس برئاسة النائب منير صوبر.

29 أيلول/سبتمبر

تحسن في مؤشر مدركات الفساد

سجّل الأردن تحسناً في «مؤشر مدركات الفساد»، الذي ارتفع من 4.7 نقطة العام 2007 إلى 5.1 نقطة العام 2008، على سلّم من عشر نقاط المؤشر، وذلك بحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2008. وفي صورة موازية، تقدمت مرتبة الأردن بين 180 دولة مشمولة بهذا المؤشر، من 47 إلى 53 بين العام الماضي والعام الجاري.

5 تشرين الأول/أكتوبر

اللوزي يخلف عوض الله في الديوان

صدرت الإرادة الملكية بتعيين ناصر اللوزي رئيساً للديوان الملكي خلفا لباسم عوض الله اعتباراً من أول تشرين الأول/أكتوبر. هذا التعديل أنهى مرحلة من الاحتكاكات والمناكفات بين مراكز القوى الداخلية، حيث حل رجل «مهني، متعلم، والحداثة متجذرة لديه»، محل آخر إشكالي «شغّيل ومصنع للأفكار، غير أن مقتله كان في أنه لم يلتزم بدوره الاستشاري، وأراد أن يكون تنفيذياً».

7 تشرين الأول/أكتوبر

2009 عاماً للزراعة الأردنية

أكد الملك عبد الله الثاني أن التركيز خلال العام 2009 سيكون على تطوير وتحسين القطاع الزراعي لمساعدة المزارعين على تخطي التحديات التي تواجههم. وقد حث خلال لقائه ممثلين عن قضاء العارضة في نادي العارضة الرياضي بمحافظة البلقاء، مجلس الأمة والحكومة على التعاون لتحقيق اللامركزية في الإدارة المحلية، لافتاً إلى أن أبناء مناطق المملكة على دراية واطلاع أكبر على تحديات ومتطلبات مناطقهم.

20 تشرين الثاني/نوفمبر

الذهبي يزور سورية

توجه رئيس الوزراء نادر الذهبي إلى دمشق في زيارة استغرقت يوماً واحداً لبحث

العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي مقدمتها قضايا الربط الكهربائي والربط بالسكك الحديدية ومياه سد الوحدة. وقد عاد الذهبي بثلاثة مواطنين كانوا اختفوا في سوريا. وكان رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومدير المخابرات العامة محمد الذهبي قد زارا دمشق، ونقلا رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس بشار الأسد يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر.

24 تشرين الثاني/نوفمبر

الملك في قطر

وصل الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا في زيارة رسمية إلى الدوحة لتتويج المصالحة مع قطر بعد 8 سنوات من العلاقات المتوترة بين البلدين، وكان في استقبالهما أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخة موزة بنت ناصر. وسبقت الزيارة الملكية زيارة لرئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي (14/10)، ثم زيارة رئيس الوزراء نادر الذهبي على رأس وفد حكومي (8/11).

4 كانون الأول/ديسمبر

شعبية الذهبي في ارتفاع

سجل رئيس الوزراء نادر الذهبي أعلى نسبة في تقييم قادة الرأي لأداء رؤساء الحكومات منذ بدء إجراء الاستطلاعات في العام 1996، إذ حصل على 84 في المئة بحسب نتائج الاستطلاع الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، بعد عام على تشكيل الحكومة. كما سجل أداء الحكومة في نظر الرأي العام وقادة الرأي نسبة شبه متطابقة مع توقعاتهما في استطلاع التشكيل، دون أن يعني ذلك تلاشي فجوة الثقة بين الحكومات والمجتمع.

14 كانون الأول/ديسمبر

الرئيس اللبناني في عمّان

وصل الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وعقيلته إلى عمّان في زيارة رسمية استمرت يومين. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس لبناني إلى الأردن منذ زيارة إميل لحود قبل عشر سنوات. العاهل الأردني والرئيس اللبناني اعتبرا أن مباحثاتهما تشكل انطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وتعهدا تطوير العلاقات في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة. وأكد الأردن دعمه لمسيرة المصالحة الوطنية التي يقودها الرئيس سليمان.

20 كانون الأول/ديسمبر

انتخابات طلبة «الأردنية»

أجريت أول انتخابات كاملة لقيادة اتحاد طلبة الجامعة الأردنية المؤلف من 79 عضواً، بعد ثماني سنوات على سياسة التعيين لنصف عدد أعضاء مجلس الطلبة. واعتمد نظام الانتخاب الجديد القسم، وليس الكلية، كأساس لعملية الاقتراع التي شارك فيها 59 في المئة من الطلبة من أصل 37971 طالباً وطالبة يحق لهم الاقتراع. وفازت الطالبات بـ 12 مقعداً.

22 كانون الأول/ديسمبر

التجديد لرئيس جامعة البلقاء

صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تجديد تعيين عمر الريماوي رئيساً لجامعة البلقاء التطبيقية لمدة أربع سنوات بناء على تنسيب مجلس التعليم العالي. وكان الريماوي قد أودع سجن الجويدة بقرار من مدعي عام هيئة مكافحة الفساد، لكن النيابة العامة قررت الإفراج عنه، لعدم كفاية الأدلة. وأثار توقيف الريماوي استياء في الأوساط الأكاديمية للطريقة غير اللائقة التي نفذ به.

22 كانون الأول/ديسمبر

صرف أول قسط مالي للأحزاب

باشرت وزارة الداخلية صرف مساهمة خزينة الدولة في تمويل الأحزاب السياسية بمقتضى نظام التمويل الصادر في أيلول/سبتمبر، سنداً للمادة 19 من قانون الأحزاب رقم 27 لسنة 2007. وقالت مصادر في الوزارة إن تسعة أحزاب من أصل 14 حزباً قائماً تسلموا المساهمة المالية للمرة الأولى وقيمتها 25 ألف دينار عن النصف الثاني من العام 2008.

أبرز الأحداث السياسية للعام 2008: انفراج خارجي ومصالحة داخلية
 
01-Jan-2009
 
العدد 57