العدد 9 - ثقافي | ||||||||||||||
تصنف بناية الكهرباء القديمة الواقعة في وسط البلد، مقابل أمانة عمان الكبرى، بوصفها جزءاً مهماً من تاريخ عمان وتراثها الصناعي. وفي مدينة لا تمتلك أكثر من ارتباطات واهية بالتاريخ الحديث، كان من الطبيعي أن يكون مبنى الكهرباء معلماً كبير الأهمية. وفي الآونة الأخيرة، اشترت أمانة عمان الكبرى هذه البناية، بعد أن وضعتها على خريطتها الخاصة بالأماكن التي تود إعادة تجديدها بوصفها جزءا من عملية تجميل وسط عمان. في وقت سابق من شهر كانون الأول، اشتركت أمانة عمان مع جمعية سكان جبل عمان، في دعوة مجموعة من الناس من مختلف القطاعات الفنية والثقافية والسياحية لورشة عصف فكري تطرح خلالها أفكار لاستخدام المكان. بدأت ورشة العمل بعرض قدمته شركة الهندسة والتخطيط (تراث)، التي عرضت نتائج بحث حول المزايا المكانية والتاريخية للبناية، تلته أمثلة عدة عن بنايات مماثلة حول العالم تم تحويلها في أماكن عملية. غير أن جلسة العصف الفكري لا يبدو أنها أنجزت ما أسست من أجله. وقد كان هذا، في رأيي، نتيجة لعدد من العوامل المهمة المختلفة. فالأمثلة التي قدمتها (تراث) نقاط بداية جيدة، ولكن لم يؤخذ في الاعتبار أن هذه الأمثلة في المدن المتميزة بالرخاء في جميع أنحاء العالم قد انبثقت من الحاجات الداخلية للمدينة والمجتمع الخاص بها؛ وهي قدمت وفي الذهن السكان المحليون، وليس السياح. ومن الطبيعي أن مشروعاً ثقافياً ناجحاً سوف يجذب السياحة. ومن الضروري أن نستفيد من الموقف الراهن للأمانة لإشراك الناس ذوي العلاقة في اتخاذ القرار، بهدف تطوير المشاريع التي تقدم حلولاً قائمة على بحث ودراسة متأنيتين. في حين أن إشراك الناس المناسبين في إجراء البحوث حول الإمكانيات، والذين يقودهم وسطاء ومسهلون للأعمال يساعد في توجيه مثل ورشات العمل هذه، إلى المهمة التي أقيمت من أجل إنجازها. ومن شأن هذه الورش أن تضمن ولادة مشروع يتميز بالاستمرارية والجودة بحيث يفيد المدينة وسكانها، ويقدم المتعة للسياح في الوقت نفسه. |
|
|||||||||||||