العدد 57 - علوم وتكنولوجيا
 

عدي الريماوي

كان العام 2008، حافلاً على مستوى الإنجازات التكنولوجية والرقمية، واحتلت أجهزة الكمبيوتر المحمول نصيب الأسد من هذه الإنجازات، حتى إن خبراء كثيرين يصفون هذا العام بـ«عام اللابتوب»، لما شهده من انتشار كبير لهذا الجهاز المتحرك، إضافة إلى ما لحق بأجهزة الهواتف المحمولة من تطور، جعلها تشبه جهاز الكمبيوتر على مستوى المهام المتطورة التي أصبحت تتوافر عليها.

في مجال الكمبيوترات المحمولة، تواصلت المنافــسة ما بين الشركـات الكبرى، مثل HP وDell، إضافة إلى العملاق المتواجد دائماً Apple، وكان التركيز منصبّاً على خفض وزن الجهاز، وإطالة عمر البطارية بالدرجة الأولى. ونجحت HP بإصدار أول حاسوب محمول يقدم تقنية اللمس المتعدد، في دعم لإصدار نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت Windows 7. أما Dell فعملت على تطوير أجهزة محمولة جديدة بأقل الأوزان، في حين استمرت Apple بكونها الشركة الأفضل من ناحية التصميم، والأشكال الجمالية للهاتف المحمول.

في عالم الهواتف الخلوية، كان للتوسع في الجيل الثالث، وإصدار الأجهزة الجديدة من الشركات المختلفة، الأثر الكبير في نجاح هذه السوق، وأصبحت الأجهزة المحمولة تنافس في إمكانياتها وقدراتها الحواسيب المتنقلة، لما تحمله من مواصفات وقدرات متعددة، واستمرت شركة «أبل» بتطوير iPhone الذي يجمع بين الهاتف ومشغل الأغاني ومتصفح الإنترنت، في جهاز واحد أنيق، إضافة إلى إصدارها المتميز iPod الذي يعد مشغل الأغاني الأول في العالم. أما شركة Nokia الرائدة في صناعة هذه الهواتف، فاستمرت بإصدار أجهزتها العملية والاقتصادية، وبعض أنواع الأجهزة الذكية، التي تسعى لمنافسة الشركات الكبيرة مثل Apple وBlackberry.

واستمرت مايكروسوفت بالترويج لنظامها التشغيلي الجديد Windows 7، وأصدرت نسخة تجريبية أخرى منه، انتظاراً لنزول النسخة الكاملة منه في منتصف العام المقبل. هذه الشركة العريقة، تعاني مشاكل مع تحقيقها أرباحاً سلبية للمرة الأولى منذ العام 2000. وكانت محاولات شراء موقع Yahoo! من مايكروسوفت، من الأحداث التي احتلت مكانة مهمة في الأخبار التكنولوجية هذا العام، ولم تتم هذه الصفقة، بعد رفض الموقع، الذي يعد من أشهر المواقع الإلكترونية، هذه الصفقة، وتركت مايكروسوفت الصفقة كلياً بعد ذلك. وفوق هذا تعاني الشركة منافسة شديدة من الأنظمة الأخرى مثل Macintosh، التي بدأت تحتل مكانة متزايدة على أجهزة الكمبيوتر في الشركات والمنازل.

في مجال متصفحات الإنترنت، أصدر عملاق البحث العالمي غوغل، متصفح الإنترنت الذي يوصف بأنه الأسرع الآن، Google Chrome، واستمر التنافس بين المتصفحات الأخرى مثل Firefox وOpera، إضافة إلى المتصفح الأول في العالم «إنترنت إكسبلورر»، التي تصدره شركة مايكروسوفت، والذي يستخدمه أكثر من 70 في المئة من أجهزة الكمبيوتر في العالم. وفي العام المنصرم، عملت جميع هذه الشركات على تطوير برامجها ومتصفحاتها، حتى لا تفقد مكانها ومكانتها لبرامج أخرى منافسة.

انتشار مواقع التشبيك الاجتماعي، والنجاح الهائل الذي حققه موقع Facebook يعدّ من أهم ما حدث في 2008 الذي شهد ارتفاعاً هائلاً في أعداد المشتركين بهذا الموقع، واحتلت أخبار الموقع، الكثير من الصحف الإلكترونية، واتسع مجاله ليشمل جميع جوانب الحياة. ورأى فيه كثيرون المتنفس الوحيد للشباب، بعيداً عن القمع والكبت الذي يعيشونه. كما استمر تنامي المدونات، وتزايد إقبال الشباب عليها، لما تمثله من جوانب إبداعية مهمة لهم.

العام 2008 أحد الأعوام المهمة على طريق التطور التكنولوجي، وبينما يدعوه بعضهم «عام الكمبيوترات المحمولة»، يفضل بعضهم الآخر تسميته «عام الفيسبوك» ولكن ما يتفق عليه الجميع أن هذا العام، حمل لمحبي التكنولوجيا الكثير من التطوير في أجهزتهم المفضلة، والتنافس المستمر بين الشركات لتقديم الأفضل لزبائنها حول العالم.

حصاد 2008 التكنولوجي: عام حافل بإنجازات رقمية
 
01-Jan-2009
 
العدد 57