العدد 56 - أردني
 

عدي الريماوي

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد حول العالم باختلاف الطوائف التي تختلف بدورها في تحديد يوم العيد ومدته، لذا فإن الطريقة التي يحتفل بها كل شعب بهذا العيد، تختلف عن الطقوس الأخرى، تبعاً لتقاليد تاريخية، دينية أو وطنية. وتعد الشجرة ونوع الطعام، والذهاب إلى الكنيسة من أهم تقاليد هذا العيد، إلى جانب الشخصية الأشهر التي تظهر في هذا العيد: «سانتا كلوز».

ففي الولايات المتحدة الأميركية تتضافر التقاليد الأوروبية والأسترالية لتكوّن تقليداً أميركياً محلياً، فهم يهتمون بالشجرة، بشكل رئيسي، ويتوجونها عادة بالنجمة التي تعبر عن نجمة بيت لحم، أو بصورة ملاك ليعبر عن مناسبة الاحتفال، وهي ميلاد السيد المسيح، وتمتلئ هذه الشجرة بالأضواء والزينة. وتعتبر الكنيسة مكوناً أساسياً من مكونات العيد، إذ ترافق الصلاة هناك أنشطة أخرى مثل: عشاء الكنيسة، وتمثيل مشهد ولادة المسيح، والترانيم المسيحية.

وفي أميركا الجنوبية، تتشابه تقاليد البرازيل والأرجنتين وتشيلي مع تقاليد الولايات المتحدة، أما في فنزويلا فيبدأ العيد في 16 كانون الأول/ديسمبر، بتسع ليال من الصلوات والتجمعات العائلية، وفي السادس من كانون الثاني/يناير يستيقظ الأطفال ليجدوا هداياهم معلقة بجانب أسرتهم.

وفي مصر التي تتبع التقليد الشرقي، يحتفل بعيد الميلاد في السابع من كانون الثاني/يناير، حيث تذهب العائلات للكنيسة يوم العيد، ويقضون مساءهم هناك ويبقون حتى ساعات متأخرة من الليل، وفي الظهيرة من اليوم التالي تجتمع العائلة ويتبادل أفرادها الهدايا، ويتحلقون حول المائدة التي تحتوي على مختلف أنواع الطعام، ومن ضمنها «الكعك» والحلويات الأخرى. وتبدأ التجهيزات قبل أسبوع لصنع الحلويات المختلفة، والبحث عن شراء الهدايا. في صعيد مصر لا تزين البيوت بشجرة عيد الميلاد الشهيرة، فهي لا تدخل في تقاليدهم.

أما في أوروبا، فتختلف التقاليد من دولة لأخرى، فالعيد في إسبانيا يعتبر دينياً، حيث يتم تقديس «مريم العذراء»، ويبدأ موسم العيد رسمياً في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، وتبدأ في كل عام أمام الكاتدرائية العظيمة في إشبيلية، باحتفال يدعى «رقصة الستة»، وتسمى ليلة عيد الميلاد «الليلة الطيبة» حيث تجتمع العائلات والأصدقاء. وفي التقاليد الإيطالية، تدوم الاحتفالات ثلاثة أسابيع بدءاً من السادس من كانون الأول/ديسمبر، وينتقل الأطفال من بيت لبيت، ليرددوا تراتيل عيد الميلاد ويحصلوا على قليل من النقود ليشتروا بها الحلويات. ويصوم الإيطاليون في يوم السابق للعيد عن اللحوم، وفي ليلة الميلاد تجتمع العائلة ويبدأ الأطفال برواية حكاية الميلاد وولادة «الطفل المقدس». أما في المملكة المتحدة، فتعد موسيقى الميلاد، والأشجار المزينة، وتعليق الفروع الخضراء من أهم مظاهر العيد، ومانح الهدايا هناك يدعى «أب الميلاد» الذي يلبس عادة رداء أخضر، أما الوجبة الإنجليزية التقليدية، فتتألف من الديك الرومي المشوي والخضار، فيتم تناولها في منتصف يوم العيد.

يعد القديس نيقولا الأشهر في روسيا، فمعظم المسيحيين هناك ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، التي تحتفل بعيد الميلاد في السادس من شهر كانون الثاني/ يناير، فالكنيسة هناك ما زالت تستخدم التقويم الجولياني القديم، بدلاً من الغريغوري الذي حل محله في بلدان أخرى. وفي ليلة الميلاد، يتم الاحتفال بعشاء فخم ولكن من دون اللحوم، حيث تجتمع العائلات على المائدة، وبعد العشاء ينطلق الناس حاملين الشموع والمشاعل، ليدوروا حول الكنيسة، في تقليد قديم ما زال متبعا هناك.

أما في أستراليا، وكذلك في بلدان جنوب أميركا اللاتينية، فيحتفل بعيد الميلاد في الصيف، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة في هذا الوقت من السنة هناك، فيعمد معظم الأستراليين إلى قضاء عطلتهم على الشاطئ وفي المنتجعات. وتتنوع الأطعمة على موائد الأستراليين، وتتكون بالمجمل من ديك الحبش ولحم الخنزير، ويتم تعطيل المدارس لمدة ستة أسابيع، وتغلق المحال التجارية في يوم العيد واليوم الذي يليه.

في الهند تغلب الفرحة والأبهة على احتفالات عيد الميلاد، التي تبدأ منذ ليلة العيد في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر وحتى بداية السنة الجديدة، ويدعى يوم العيد هناك «اليوم الكبير»، حيث يتبادل الناس من جميع الديانات المعايدات مع المسيحيين هناك. وأكبر الاحتفالات بالعيد تقام في مدينة جوا، التي تقع على الشاطئ، ويتم فيه الرقص والغناء حتى ساعات الصباح الأولى، ويحضره في العادة كثير من السياح الذين يزورون المدينة بهذه المناسبة.

ومع كل هذه التقاليد المختلفة حول دول العالم، عبّر الفاتيكان عن قلقه قبل سنوات، لما اعتبره «الحرب على عيد الميلاد»، التي تهدف الى إلغاء كل تقاليده وتحويله الى مجرد عيد ترفيهي. وذكرت صحيفة الفاتيكان أنه في أوروبا، وخصوصا في بريطانيا، هنالك حرب حقيقية على عيد الميلاد، حيث تغيب أي إشارة دينية عن مجموعات الطوابع التي تصدر خصيصا بمناسبة عيد الميلاد، والتي باتت تصور رجل الثلج والأيائل بدلاً من نجمة الراعي وصور أخرى من هذا النوع، وأشارت الى أن «ما يريدونه هناك هو عيد ميلاد لمجرد الترفيه والاستمتاع، في حين أن هذا العيد يجب أن يكون مناسبة للمؤمنين الحقيقيين للتأمل في خشوع».

في صعيد مصر لا يعرفون شجرة عيد الميلاد: الميلاد: عيد عالمي يخشى الفاتيكان تحويله عيداً ترفيهياً
 
25-Dec-2008
 
العدد 56