العدد 9 - اعلامي
 

فقدت الأسرة الصحفية الأردنية ثلاثة إعلاميين غيبهم الموت خلال العام الماضي، واثنين مطلع العام الحالي.

وطوى الغياب الزملاء: محمد كميل الغزاوي، مراسل وكالة الأنباء الأردنية «بترا» في نيويورك، والأديب الدكتور عمر الخطيب، صاحب برنامج المسابقات الشهير «بنك المعلومات»، الزميل محمد أمين رئيس الدائرة الاقتصادية السابق في الزميلة «الدستور»، فيما شهد مطلع عام 2008 وفاة اثنين من الزملاء هما الإعلامي شريف العلمي أحد ابرز مؤسسي برامج المعلومات والمسابقات في العالم العربي والزميل الصحفي عماد القسوس.

باستثناء الخطيب والعلمي، اللذين تركا سلسلة برامج ريادية متلفزة على مدى نصف قرن عبر العالم العربي، قضى الصحافيون الثلاثة في منتصف العمر وهم في ذروة عطائهم. تعطّل القلب المفاجئ كان القاسم المشترك بين حالات انكسار القلم لدى معظم الزملاء لا سيما محمد أمين.

وكان رحل في العام 2006 الزميلان مأمون الروسان، مدير تحرير العربي والدولي في صحيفة «الأنباط» والأديب والصحفي خليل السواحري. «مهنة المتاعب» تدرج على رأس المهن ذات الطابع الضاغط بحسب الاخصائي النفسي، الدكتور محمد الحباشنة، الذي يرجع هذا التوصيف إلى عدة أسباب: العمل الصحفي غير محدد بوقت ومحكوم بالتطوير الدائم في مهنته، مطلوب من الصحفي بذل جهد دائم ومتابعة التطورات دون انقطاع، فضلا عن القلق والإرهاق لتحقيق الذات.

أصحاب المهن الأخرى يعرفون سلم تطورهم في العمل، بحسب الحباشنة، كالمحامي والمهندس والطبيب. أما الصحفي فهو لا يعرف آليات تطوره التي تخضع لجهده الشخصي. وبالتالي فهو يعيش في قلق مستمر، ويعاني من طول ساعات العمل واختلالات النوم بسبب الإرهاق أو نظام «الشفتات»، ما يؤدي الى اضطراب الافرازات الهرمونية لديه.

ولعل القاسم المشترك بين غالبية الزملاء الراحلين، أنهم غادرونا في سن مبكرة. فالزميل محمد أمين 49 عاماً، والراحل مأمون الروسان 45 عاماً، محمد كميل الغزاوي 53 عاما، محمد أمين 51 عاماً وعماد القسوس 58 عاماً.

ويعيب الحباشنة على الصحافة في الوطن العربي أنها لم تأخذ الطابع المؤسسي، ما يزيد من الأعباء على الصحفيين، فضلاً عن أن العمل الصحفي نفسه يشوبه الكثير من القلق، ولحظة الإبداع لحظة خلق.

ويخلص الحباشنة للقول أن الصحفي منشغل أكثر بهموم الوطن والأمة كونه مطلعاً أكثر من غيره على تفصيلاتها. والمرحلة التي تمر بها الأمة الآن، التي لا تسر، تحمله ضغوطا شديدة وخصوصا في حال إطلاعه على معلومات سلبية.

وغيّب الموت مطلع العام الحالي الإعلامي شريف العلمي، مقدم برنامج ‘’سين جيم’’ على شاشات التلفزة العربية طوال نصف قرن.

ويرى إعلاميون أن العلمي كان مؤهلا بالفطرة ليكون إعلاميا ناجحا وارتبطت برامجه باسمه. والعلمي من مواليد يافا، و تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت في عام 1953. حين كان في بدايات مستقبله في إذاعة الشرق الأدنى استقال هو وزملاؤه احتجاجاً على الاعتداء الثلاثي على قناة السويس عام 1956، كما عمل في إذاعة المملكة العربية السعودية والتحق بعدها بالإذاعة الكويتية. أعد وقدم مئات البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومنها برنامجا:«فكر وامرح» و«سين جيم».

يبقى القول: تغمد الله الزملاء الراحلين بواسع رحمته.

الخطيب و"العلمي" تركا إرثاً عربياً غنياً – الموت يغيب خمسة إعلاميين بينهم رائدان في برامج المسابقات
 
10-Jan-2008
 
العدد 9