العدد 55 - أردني | ||||||||||||||
عدي الريماوي في التقاليد الجرمانية كان الأطفال ينتظرون الإله ثور Thor الذي كان يأتي ليلة عيد يول (JUL) الذي كان يصادف يوم 25 كانون الأول/ديسمبر، ويزور البيوت التي حضّرت له المذبح الخاص به، وهو موقد النار، ويحضر الهدايا للأطفال الذين علقوا أحذيتهم الخشبية على الموقد. وحين انتشرت المسيــحية في ألمانيا اشتــهرت شخــصية القــديس نيكولاس (Saint Nicholas)، وهو أسقف مدينة ميرا الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، وحرف اسمه فيما بعد إلى سانتا كلوز، ويقال إنه كان يوزع الهدايا والمؤن ليلاً للفقراء وللعائلات المحتاجة، من دون أن تعرف هذه العائلات شيئاً عمن قام بالتوزيع. وكانت الهدايا توزع في يوم القديس نيكولاس، الذي كان يصادف السادس من شهر كانون الأول/ديسمبر، وكان يحتفل فيه بعيد يعرف باسم «يوم الوليمة». أما «بابا نويل» فهو تعبير فرنسي يعني «أبو الميلاد» وكان يتم تصويره في صورة شيخ ضخم الجثة قوي البنية حسن الهيئة بلحيته البيضاء مثل الثلج، وبملابسه حمراء اللون حيث كان يظهر ممتطيا عربة سحرية تجرها الغزلان، محملة بالهدايا التي فاضت عن العربة فجر بعضها خلفها. وكان بابا نويل يوزع الهدايا على الأطفال سرا حيث كان يدخل المنازل من مداخنها في الشتاء البارد أو من نوافذ الشقق ويضع الهدايا قبل أن يغادر. من هذه المصادر جميعا ولدت أسطورة سانتا كلوز. الصورة الحديثة لهذا القديس، ولدت على يد الشاعر الأميركي كلارك موريس الذي كتب قصيدة في 1823 بعنوان «ليلة عيد الميلاد»، ووصف فيها هذا الزائر المحبب الذي يأتي ليلة عيد الميلاد. وفي العام 1860 قام رسام أميركي بإنتاج أول رسم لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية الذائعة حوله، ما جعل هذه الشخصية مشهورة في أميركا وأوروبا ومن ثم في سائر أنحاء العالم. وفي العام 1889 ابتكرت الشاعرة كاثرين بايتس زوجة لسانتا كلوز، وسمتها «السيدة كلوز»، وجعلت الزوجين يقومان معاً بوضع لائحة للأولاد «الجيدين» وأخرى للسيئين على مدار العام. وتختلف النظرة إلى سانتا كلوز من ثقافة إلى أخرى، ففي أميركا يعيش سانتا كلوز في القطب الشمالي، ومن هناك يرى جميع الأطفال في العالم، ويحدد ما إذا كانوا مطيعين لوالديهم، ويقرر على إثر ذلك أن يعطيهم هدايا أم لا. وهنالك بعض الدول التي تزعم أن سانتا يعيش في مناطقها؛ ففي الدنمارك يقال إنه يعيش في منطقة «غرينلاند»، وفي السويد يصدقون أنه يعيش في مدينة «مورا»، أما في فنلندا فهناك منطقة تدعى «قرية سانتا كلوز» التي يعتقد سكانها هناك بأنه أحد أهالي قريتهم. هذه الشخصية ودورها الذي أصبح مركزيا في عيد الميلاد تعرضت لانتقادات من جانب بعض الدوائر المسيحية التي رأت أن دور سانتا كلوز بدوره المتعاظم في ذلك العيد الذي يفترض أنه ديني قد بات يهدد المعنى الحقيقي للعيد، حيث أصبح الأطفال يعتبرون عيد الميلاد هو «عيد بابا نويل»، وأن اهتمامهم بالهدايا والألعاب التي يجلبها أصبح يطغى على اهتمامهم بالناحية الروحية للعيد. وفي المقابل، هنالك من ينتقد الاستغلال التجاري لهذه الشخصية، كما يفعل كثير من مراكز التسوق في أميركا وأوروبا، إذ يقتصر معنى «بابا نويل» على كونه رمزا لجلب الزبائن، بدلاً من التركيز على معناه الحقيقي الذي يحض على التسامح ومساعدة الفقراء. وفي المملكة المتحدة هناك من يقول إن الزي الحقيقي لسانتا كلوز هو الزي الأخضر، أما ملبسه الأحمر، فهو مجرد إعلان تجاري لشركة كوكا كولا!. |
|
|||||||||||||