العدد 56 - كتاب | ||||||||||||||
عيد الميلاد المجيد، يتكرر في فلسطين مرتين، بحسب التقويمين الغربي والشرقي، وفقاً لتبعية الطوائف المسيحية الفلسطينية للكنائس الأم في العالم. ولما كان كل عيد يستلزم بضعة أيام للاحتفال به، فقد أدى ذلك إلى عدد كبير نسبياً من أيام عيد. لكن كثرة أيام العيد لا تعني سريان فرح حقيقي في هذه الأيام التي ترتبط بمناسبات دينية، وبهذا فإن الفلسطينيين يحتفلون بأعيادهم بإحياء المناسبات وأداء الواجبات الدينية، ولا يتم الاحتفال بها إلا في نطاق ضيق، كما هو في النطاق الرسمي، أو في إطار التزاور وشراء لعب الأطفال والهدايا. تشكل الأعياد، مجالاً للحراك الاجتماعي الاقتصادي، خصوصا في المدن، لذلك فحجم المبيعات في هذه الأيام أكبر من بقية الأيام، لكنه لا يشبه حجم ما تشهده البلاد المستقرة، حيث تدر حركة البيع في أيام الأعياد دخلاً مهماً، يجعل الباعة يعدّون جيداً لأيام العيد. الحركة الاقتصادية في العيدين الأخيرين: الأضحى المبارك والميلاد المجيد، بدت محدودة، حيث لم تشهد هذه المناسبات الحركة نفسها التي شهدتها الأسواق الفلسطينية في عيد الفطر السعيد، خصوصا في قطاع غزة المحاصر. فقد عيّد الغزيون في معظمهم وجيوبهم خاوية، حيث لم تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلية للبنوك الفلسطينية بإدخال النقد إلى فروعها العاملة في قطاع غزة، فأقفلت أبوابها، مما ضرب السوق الضعيفة أصلاً في مقتل. استقبلت غزة العيدين و77 ألف موظف لم يتلقوا رواتبهم نتيجة الحصار، مما انعكس على الاحتفال بالعيد مع عجز شبه تام عن شراء حاجات العيد من حلوى وأضاح وهدايا وألعاب للأطفال. كما في غزة، كذلك الحال في الضفة الغربية، فقد خاب أمل الموظفين في الحصول على ألف شيكل (200 دينار أردني تقريبا) هي ما وعدت به الحكومة الفلسطينية موظفيها ويبلغ عددهم أكثر من 160 ألف موظف مدني وعسكري. واكتفت الحكومة بدفع مبلغ 150 الف دولار لبلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، مساهمةً منها في إحياء عيد الميلاد المجيد، الذي يتركز الاحتفال به في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم. على أن حركة السياحة في بيت لحم لم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً عشية عيد الميلاد. ومع الانخفاض في مستوى احتفال الفلسطينيين بالأعياد، اقتصرت هذه على الطابع الديني باستثناء بعض السهرات والحفلات، التي يحييها الموسرون، في حين تحرم الأغلبية منها. خلافاً لما تشيعه الأعياد من أجواء بهيجة، فإن حلول الأعياد يبعث منذ عقود مشاعر الحزن في فلسطين. الاحتفال بالأعياد الإسلامية والمسيحية المتوالية، حَدَّ منه تعمق الانقسام وفشل الفلسطينيين في المصالحة ما بينهم. ** ميلاد كان موحداً اتفق المسيحيون في فلسطين لعدد قليل من السنوات الماضية، على يوم واحد للعيد لجميع الطوائف، لكن سرعان ما عادت كل طائفة مسيحية إلى كنيستها الأم خارج فلسطين، حيث صار العيد عيدين، ما اضطر السلطة الفلسطينية لمنح إجازتين لجميع الموظفين مسلمين ومسيحيين، ومما زاد من فرحة الموظفين توفير أثمان المواصلات في الإجازتين. يحتفل الفلسطينيون معا بالأعياد، فمع حالة الاندماج بين المسلمين والمسيحيين، وتشكيلهم معاً نسيجاً واحداً، فقد صارت أعيادهم لهم جميعاً، ساعد بذلك إقرار السلطة بإجازات أعياد للجميع. يشترك رجال دين وساسة واقتصاديون من المسلمين، في إحياء الأعياد المسيحية، كما يقوم رجال الدين المسيحي بالمشاركة في إحياء أعياد المسلمين. |
|
|||||||||||||