العدد 9 - اجتماعي | ||||||||||||||
يقر وافدون يعملون في الأردن (مصريون وعراقيون) بانعدام جدوى البقاء في ظل الارتفاع القادم للأسعار، مع استمرار دخولهم على حالها، ورفض أصحاب العمل شملهم بالزيادات التي تتناسب مع هذا الارتفاع. ويتخوف الوافدون من انحسار قيمة الحوالات التي يرسلونها لعائلاتهم ، مؤكدين استعدادهم التكيف مع الواقع الجديد. “أرسل زهاء 70 دولاراً في الشهر إلى أهلي في مصر، مع الارتفاع القادم ستتقلص إلى ما دون النصف”، يقول الوافد المصري مدحت رجب الحارس في أحد المجمعات السكنية الذي يعمل في الأردن منذ العام ونصف العام. ويتقاضى مدحت 170 ديناراً، ويطالب كغيره بزيادة الرواتب لتتناسب مع الأسعار. ويؤكد “البقاء في الأردن لم يعد مجدياً”، مبيناً أن التفكير المنطقي يدعوه إلى الرجوع إلى مصر. راتب عبد الله قشطة (مصري) الذي يعمل مراسلاً في شركة قطاع خاص يتقاضى 160 ديناراً، يقول “طالبنا الشركة بزيادة إلا أنها لا تستجيب”. وكرفيقه يؤكد أن البقاء في الأردن بات ليس مجدياً، مبيناً أن الهدف من الغربة هو بناء استقرار مالي “وهو الأمر الذي لن يتحقق، خصوصاً مع ما نتابعه من عدم مقدرة من يتقاضون أضعاف رواتبنا من المواطنين في التأقلم مع الوضع الجديد”. بعد طول عناء نجح (العراقي) حازم البصري في إقناع صاحب محل المفروشات الذي يعمل فيه السماح له بالمبيت في المتجر، حيث اعتبرها وسيلة للتخفيف من الإرتفاع القادم للأسعار، و”تحويش “ مبلغ ال40 ديناراً - بدل السكن – وإرساله لأهله في العراق. ويتمنى البصري أن يتحسن الوضع في العراق ليتمكن من العودة والعمل هناك خاصة وأن الكلفة متقاربة. ويقدر عدد الوافدين العراقيين في الأردن بحسب دراسة (فافو) زهاء النصف مليون، منهم من قدم قبل الاحتلال. ويعمل العراقيون في الأردن بمهن عديدة، أحدهم استقر به الحال بائع بسطة سجائر وحاجيات أخرى، مثل علي رضا الذي يقول إن دخله يتراوح بين خمسة إلى عشرة دنانير “بعدما أدفع ثمن البضاعة لتاجر الجملة لا يتبقى لي سوى 150 دينار اً أدفع منها أجرة السكن، والطعام”. ويتوقع رضا انخفاض دخله نتيجة زيادة الأسعار، وعدم إقبال الناس على الشراء. يستذكر المصري سعد عبد الله يونس الأوضاع في الأردن عندما جاء في العام 1996،حيث كان أول راتب تقاضاه حينها 75 ديناراً، وكان يكفي ويزيد، “الآن أتقاضى 240 ديناراً إلا أنها بالكاد تكفي”. وبعد الارتفاع القادم لا يدري ما الذي سيفعله. يضيف “معلم الشاورما” منذ خمسة أعوام “أحاول مساعدة أهلي ووالدتي من خلال التحويلات، كما أنني متزوج ولدي طفلة عمرها ثلاث سنوات”. عامل البوفيه العراقي زياد محمود (29) يرى أن الإكراميات بدأت تتآكل وتنخفض منذ ثلاثة أشهر “ربما تتلاشى عما قريب”. ويضيف أن راتبه الأساسي 125 ديناراً والإكراميات تبلغ تقريباً 30 ديناراً، بينما هو ملزم شهرياً بإرسال ما بين (50– 60) ديناراً لوالده في العراق الذي يعاني من الأمراض. رجب السيد (مصري) العامل في مغسلة للسيارات يرى أن العمل في الأردن لم يعد مجدياً، خاصة وأنه لن يتمكن من تحويل دولار واحد لعائلته من راتبه ( 125) ديناراً الذي يصبح بعد خصم الضمان (118)، وهذا ما يتنافى مع سبب قدومه الى الأردن. تقليص الوجبات وعدد ساعات تشغيل المدفأة والبحث عن سكن أرخص، هي الوسائل التي سيتبعها العراقي ناصر مخلوف وزوجته للتكيف مع الارتفاع القادم للأسعار. يقول ناصر الذي جاء إلى الأردن منذ العام 1999 ويعمل في مخبز إن الأوضاع في الأردن كانت أفضل بكثير، وإن ال150 ديناراً ”راتبه” بالكاد تكفيه وزوجته التي تعمل في المنازل بشكل متقطع، مؤكداً أن دخله يحتم عليه أساساً التقشف، وأن التكيف مع الأسعار القادمة أمر غير ممكن. |
|
|||||||||||||