العدد 55 - ثقافي | ||||||||||||||
السّجل - خاص جاء ختام مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي انعقد في عمّان أخيراً، هادئاً رغم إقراره تعديلات بدت مؤثرة و«جوهرية» في نظامه الأساسي، بما يتعلق بخلافة رئاسة الأمين العام في الظروف الطارئة. باستثناء تلك النقطة، سارت الأمور في مجرى سلس، ولم تخرج عن نقاط الإجماع، فالمؤتمرون أوصوا مثلاً في مؤتمرهم الاستثنائي، بضرورة المشاركة الجادة من الدول العربية في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية العام 2009، اتساقاً مع القرار الذي اتخذه المكتب الدائم في اجتماعه بتونس في هذا الصدد في حزيران/ يونيو الفائت، ليكون هذا الاحتفال تأكيداً جديداً على تمسك العرب بأرضهم المقدسة، وإصرارهم على عودتها كاملة. المؤتمرون طالبوا الحكومات العربية بالإفراج عن الكتاب المعتقلين، وسجناء الرأي، والكف عن مصادرة الكتب واحترام حرية التعبير بوصفها شرطا وأساسا للإبداع والتنوع الفكري الخلاّق الذي يقود إلى رفعة الأمم وتقدمها. التعديلات «الجوهرية» و«الشاملة» على النظام الأساسي، دفعت برئيس رابطة الكتاب الأردنيين إلى القول في تصريح لـ«ے»، إن هذا المؤتمر «سوف يكون علامة مهمة في تاريخ الاتحاد»، مشيرا بذلك إلى «إعادة صياغة نظامه الأساس بصورة شاملة». قبيلات يلفت إلى أن تلك التعديلات لم تجِر منذ فترة طويلة تصل إلى نصف قرن، مؤكدا أن هناك حاجة ملحّة لها، وعدّ ما تحقَّقَ «إنجازاً لا يمكن إنكاره». التعديلات أقرت أنه حال حدوث أمر طارئ للرئاسة، يكون النائب رئيسا مدة أربعين يوما، يدعو خلالها إلى الانتخابات. ويشدد قبيلات على أن الوفد الأردني «دافع بحرارة» عن مبدأ الانتخاب، مشيراً إلى أن بعض الوفود أرادت أن تعود الرئاسة تلقائيا إلى بلد الرئيس حال حدوث طارئ. مخرجات المؤتمر بالعموم، وفكرة عقده الاستثنائية، دفعت الكاتب يوسف ضمرة، إلى نشر مقالة في صحيفة «الحياة» اللندنية (19 كانون الأول/ديسمبر الجاري)، رأى فيها أن تلك التعديلات لن تنعكس إيجاباً على الثقافة العربية، لاعتقاده أنها «لم تمس الجوهر، ولا تشكل انقلابا ثوريا على آليات عمل الاتحاد». ضمرة رأى أن أي تعديلات على النظام الأساسي للاتحاد، لن تغير من حقيقة «أن خيوطه ستظل في أيدي المؤسسات الرسمية، الحريصة على ثقافة سطحية». وهو يربط في هذا السياق رصدَ وزارة الثقافة مبلغ ستين ألف دولار لهذا المؤتمر. لكن قبيلات يؤكد أن المبلغ المذكور هو ضِعْف المبلغ الحقيقي الذي أُنفق على فعاليات المؤتمر (زهاء 20 ألف دينار فقط)، عادّاً أن ما أُنفق مبلغ «ضئيل»، قياساً إلى أهمية المؤتمر «الذي تتنافس الدول العربية على استضافته في عواصمها والذي عقدت على هامشه ندوة نوعية بعنوان: النص المسرحي واقع وآفاق». ويلفت إلى أن المبلغ دفعته مناصفة الوزارة وأمانة عمان الكبرى، ويرى أن ذلك «أمر طبيعي»، مبيناً أن الرابطة عادة ما تلجأ إلى المؤسسات الأهلية والرسمية لتغطية مؤتمراتها ونشاطاتها الكبيرة، لعدم وجود موارد لها تغطي تلك النفقات. يؤكد قبيلات أن الهيئة الإدارية الحالية تنفق الأموال على مؤتمرات وأنشطة حقيقية، مذكّرا في المقابل أن «هيئات أخرى كان ضمرة عضوا فيها» كانت تنفق مخصصاتها في «السفر والميامات». قبيلات يرى في آراء ضمرة تلك «محض افتراءات»، لافتاً إلى أن ضمرة لم يحضر فعاليات المؤتمر ليتمكن من الكتابة عنه بإنصاف وموضوعية. |
|
|||||||||||||